انّ غريزة البحث عن الحقيقة نظراً لاهتمامها بادراك الواقع فإنها في مقام تحصيل العلم تقتضي اكتساب علم يرشد الإنسان إلى الواقع الحقيقي بوضوح.
انّ مقتضى البحث عن الحقيقة في الإنسان ليس مجرّد حصول الاعتقاد، بل ما يُشبع فطرته الإنسانية وحبَّه للبحث عن الحقيقة هو تحصيل العلم المطابق للواقع والوصول إلى مرحلة اليقين والابتعاد عن الجهل والشك والظنّ.
وعليه فإنّ الإكتفاء بالظنّ والوهم سيكون انحرافا عن مسيرة غريزة البحث عن الحقيقة. وعلى هذا فإذا عجز عن مشاهدة الحقائق بالعلم الحضوري فانّه يجب عليه ـ على الأقل ـ أن يدرك الحقائق بالعلم الحصولي القطعي.
فمن الضروري أخلاقيا السعي لتحصيل العلم اليقيني والكشف الصحيح عن الواقع، ويكون الإكتفاء بأقلّ من ذلك مع إمكان المعرفة اليقينية ذا قيمة سلبيّة، وإذا كان للغفلة وعدم الالتفات للذات في المرحلة السابقة قيمة سلبيّة فسيكون البقاء على الشك والترديد في هذه المرحلة والإكتفاء بالظنّ والوهم والتمسك بالعقائد الخاطئة والجهل المركّب من الأمور المذمومة، وتتّصف بالقيمة الأخلاقية السلبيّة.
وها، قد فجرت،راديو ماد حقيقة ما يتم تداوله بين الناس فيما يتعلق بمحطة طوطال المرسى و علاقتها بالمهدي جمعة بالوثائق، و أصبحت المعلومة المتداولة بين ناس ،عارية من كل صحة، { أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}، و لا ندري ما نتداوله من معلومات على أساس حقائق مطلقة في حين أنها أكاذيب ،في حق عديد الأشخاص الاخرى.
http://radiomedtunisie.com/?p=31628