يبدو أن جامعة البلديين التابعة لاتحاد الشغل تدرك فعلا واقع البلد فقد دعت منظوريها للإضراب العام باستثناء مصلحة المقابر لأنها تدرك ان الجميع يحتاج إلى الدفن.
اتحادا لا يقف عند تعهداته فبعد حصول القطاع العام على الزيادة دعاهم إلى المشاركة في الاضراب العام تضامنا مع الوظيفة العمومية ،وحكومة جبانة ليس لها الشجاعة ان تتخذ قرار التراجع في الزيادة في القطاع العام مادام مضربا تضامنا مع الوظيفة التي لم تحصل على الزيادة فليكن تضامنا صحيحا في المغرم والمغنم .
يحتاج إلى الدفن أيضا مجلس النواب الذي يجرؤ فيه نائب على سب الجلالة على الهواء لأنه مختلف مع رئيس مجلس لم يحسن غير تنفيذ اوامر اسياده منذ كان وزيرا للشؤون الاجتماعية زمن بورقيبة.
يحتاج إلى الدفن أيضا شعب يرى عماد نهضته ينهار في جدل عقيم بين وزير نوفمبري ونقابة لا تحسن طرح مطالبها المشروعة ولا ينتفض لكنسهم جميعا والدفع نحو اصلاح حقيقي يكون فيه الاستاذ سيدا محترما لا مرتزقا عند التلاميذ .
يحتاج إلى الدفن أيضا كل قادة الأحزاب الذين ظنوا الثورة بهرجا زائفا وبساطا أحمر وحضورا في التلفزة يلقون فيه كلاما كثيرا بلا منفعة مثلهم كمثل حكيم القبائل الهندية يحكي ولا يؤبه له .
يحتاج إلى الدفن أيضا شباب ينظر ما يفعل بمستقبله على يد موتى ومازال يبحث عن الزومبي والكيراتين لسبل الشعر كما قال الشنفرى :ولا خالف دارية متغزل يروح ويغدو داهنا يتكحل.
يا مصلحة المقابر لا تضربي فان الجثث كثيرة.