ما هي مواصفات الفرد التونسي الذي أنتجه النمط الحضاري الرأسمالي المافيوزي خلال ستين سنة والذي يدافع عنه لطفي لعماري وبرهان بسيس ونوفل الورتاني وسمير الوافي ومعز بن غربية وسامي الفهري ونبيل القروي وتوفيق بن بريك ومية القصوري وحمزة البلومي ومحمد بوغلاب وبوبكر عكاشة والطاهر بن حسين ومريم بالقاضي، “كلاب” جرّاية و”كلاب” لطيّف وغيرهم كثيرٌ من المرتزقة البائعين ذممَهم للذي يدفع أكثر ويفسد أكثر؟
لقيطُ حضاراتٍ. ليس بِـملحدٍ وليس بِـمسلِمٍ، شِبْهْ شِبْهْ. نصفُ جاهلٍ نصفُ مثقفٍ. مغرورٌ محدودٌ. طيّعٌ لرئيسِه صلبٌ مع مرؤوسيه. ضعيفٌ مع الأشدّاءِ شديدٌ مع الضعفاءِ. خبيثٌ خبثُه مكشوفٌ.
يعبد الفلوسَ ولا يعصَى لها أمرًا، فإن لم تكن بين يديه فهي تعرف أقرب السُبُل إليه. عاشقٌ للحيلة وتاركٌ للفضيلة. نبي مختص في التفاهات والأفكار البتراء وحب الذات الصغيرة. أناني حتى النخاع. مستهلك للأساطير والخرافات. ثقيل الظل لم تغير من قيمه السوقية ثورة بأكملها.
غير مهذبٍ. غير قارئٍ. قصير الذاكرةِ. مُنبتٌّ يرى نفسه أكثر أصالةً من أصلِه هو نفسه. يتكلم لغات ولا يتقنها. قابِلٌ للرشوة والارتشاء في آن. ضد العنصرية في الخارج وعنصري في تونس. مع المرأة في المقهى وضدها في المنزل. يحترم أمه ويحتقر أم أولاده. انتهازي بامتياز. ثوري الخطاب رجعي الفعل. ربي يخليه لُمّو!
يبدو لي أن هذا النوع من البشرِ التونسي لا يحتاج إلى مخ يفكر به، فنخاعٌ شوكيٌّ يكفيه لقضاء حاجاته الحيوانية، دون تعميمٍ طبعًا على كل التونسيين الآخرين الشرفاء الفقراء وهم والحمد لله كُثْرٌ.
إمضائي:
“وإذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمك فدعها إلى فجر آخر” (جبران)
*Source bibliographique: Politique du rebelle. Traité de résistance et d`insoumission. Michel Onfray, Ed Grasset, 1997, page 193