من الدولة المارقة إلى الدولة " الساقطــــة"

Photo

أن تتولّى حكومة " الوحلة الوطنية " مواجهة الأساتذة ونقابتهم وتبذل جهدها لتشويههم وإبراز صورتهم كـ" مخرّبين " للمسيرة التربوية المظفّرة فهذا يمكن أن نفسّره (لا أن نقبله) بأنها معركة كسر عظام من أجل البقاء سواء من الجهة النقابية أو الجهة الرسمية.

أن تواجه الدولة مطالب الأطبّاء الشبان بالإعتراف بشرعية مطالبهم ، وتمضي معهم اتفاق تسوية ، ثمّ تتولّى اقتطاع أجرة شهر أو أكثر من مرتّباتهم ودفعة واحدة ، فهذا قد تكون له مبرّرات مالية ..أو غيرها ..

أن تقرّر حكومتنا الموقّرة الزيادة في سعر المحروقات للمرّة الثانية في أقلّ من 6 أشهر تطبيقا لإملاءات " الرجل الكبير " فهذا أيضا موقف منسجم مع سياسة الخضوع للدوائر الأجنبية التي أصبحت تقرّر لتونس ..إلخ

لكـــــــــن..

أن تقرّر الحكومة ـ بصفة استثنائية ـ صرف أجور الموظّفين العموميين قبل عيد الفطر وتستثني من ذلك جرايات المتقاعدين ، فهذا يعني ضمنيا أن المتقاعدين هم موظفون من درجة ثانية ....

الأكثر من هذا أن تسوّق هذه الحكومة بأنّها تعتزم إعادة النظر في طريقة احتساب الجراية بحيث يكون من نتائج ذلك التخفيض من قيمة جرايات التقاعد..

وأن تمتنع " حكومة الوحلة الوطنية " عن تنفيذ التزامها منذ سنتين بالزيادة في هذه الجراية ...وتدفع آلاف المتقاعدين إلى التظاهر اليوم والإعتصام من أجل الدفاع عن كرامتهم ..فهــــذا كثير ، بل ويتجاوز الأمر من فشل سياسي واجتماعي إلى سقوط أخلاقي مدوّ لا يرتقي له اي سقوط آخر ..

نعم قبلنا أن ننتمي لدولة مارقة على قوانين وضعتها هي نفسها ، ولكن أن تتحوّل إلى دولة ساقطة أخلاقيا تحت قيادة حكومة تقودها من "وحلة وطنية " إلى وحلة أخرى .

فهذا أمر منذر " بخراب العمران" ..

إذن واصلــوا " أخذ حصّتكم " من دم آبائنا كما تأخذوا حصّتكم من دمنـــا… واصلــــوا في طريق نصائح وتعليمات صناديق النهب الدولية …

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات