حتّى أنتــم يا سيادة الرئـيـــس ؟؟

Photo

منذ يوم الأحد عاش التونسيون على وقع " المجزرة " التي راح ضحيتها ستة من شباب الوطن ومن أعزّ ما أنجبت هذه الأرض ، بعضهم يستعدّ لزفافه بعد أيام.

تعاطف أوسع الناس مع أمّهاتهم الثكالى وبكاهم من بكاهم ، وتاجر في دمهم من لايزال على عهده في الارتزاق من محـــن " ابناء الحفيانة " ..إلخ

ولكــــن …

وارتفعت أصوات عديدة بأن يقع تحميل المسؤوليات وترتيب الجزاءات المناسبة ويبدو أن فخامتكم تتابعون ما يكتب ويقال سواء على صفحات الجرائد أو مواقع التواصل الإجتماعي وهو ما يمكنكم بسهولة من التأكّد ضمن الحدّ الأدنى ممّا يلي :

ـ ماورد على لسان وزير داخليتكم بالنيابة من أن مئات آلاف الدنانير قد رصدت لاقتناء ما يلزم من المدرّعات والسيارات المصفّحة لفائدة قوّات الأمن .

ـ ما يقع تداوله من صدور تنبيه من الجهات الرسمية البريطانية موجّه للسائحين البريطانيين الذين ينوون زيارة تنس من ضرورة الاحتياط من زيارة مناطق معينة ومنها جندوبة.

ـ نقلة أحد الكوادر الأمنية من الحرس الرئاسي بشبهة " التعاطف والارتباط بجهات سلفية " إلى إحدى إدارات الحرس الوطني ذات الأهمية الخاصة.

ـ تعيينات ونقل شملت أكثر من مائة إطار أمني في وقت قياسي ..

سيادة الرئيس :

نعم ظهر "شاهدكم "ورئيس حكومتكم كأحسن ما يظهر رجال "الدولة القبلية " ووعدنا بـ" الثأر " ممّن تسببوا في الكارثة ، كما ظهر ابنكم المبجّل ودعا إلى " ضرورة تظافر كل الجهود في معركة بلادنا ضد الإرهاب " ..غير أن كل ذلك لم يعط إجابة حقيقية عمّا يجري ..

وانتظر العديد رئيس الجمهورية ، رمز وحدة البلد ، وأعلى هرم السلطة التنفيذية ليجيب عن بعض ما يختلج في صدور التونسيين الذين لم يعودوا قابلين بالخطاب الخشبي ..

وكان ظهوركم بالأمس بمناسبة زيارة جرحى العملية بالمستشفى العسكري ، وقلتم حول تأويل حقيقة التحويرات التي جرت بوزارة الداخلية " التأويل الحقيقي باش ياقع غدوة ..ماش نعرفو آش صار وآش ما صارش ..ومن طبعي الشفافية ..والشعب التونسي مصالحو في أيدي امينة ..إلخ "…

سيادة الرئيس …

بعد اجتماع مجلس الأمن القومي وصدور البيان الرسمي اليوم ، اسمحوا لي ، جنابكم ، أنّكم بصدد الضحك على ذقون التونسيين ، خطابكم الخشبي لم يختلف قيد أنملة عن خطاب سماسرة الدم ، لم يجد التونسي أي إجابة أو قرارات من شأنها أن تطمئنه إلى مستقبله ومستقبل امنه وأمن أبنائه ..

فخامة الرئيس…

هذه تونس تحتضر ، وشعب ينزف ، لم يعد بإمكان هذا الوطن أن يتحمّل أكثر، سكوتكم بل و تزكيتكم لمـــا يحدث في هذا البلد ..سيقــودنا إلى المحرقــة.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات