عماد الحمامي ليس حالة شاذة بل عقلية تونسية متجذرة. ومشكلة بلادنا مع الديمقراطية لم تكن بسبب الإيديولوجيا فهي عصب السياسة وعمودها الفقري، بل بسبب هؤلاء المتحولين الذين لا يستحون من إهراق ماء الوجه إرضاء للسلطان…
عماد الحمامي ليس فردا لنسخر منه أو نشعر إزاءه بالشفقة أو نحزن لما آل إليه من مذلة وانبطاح، بل هو الشجرة التي تخفي غابة عظيمة تسكنها الشياطين، تلك الكائنات المتحولة، التي تعيش بلا وجوه…
وأقسم أني أرى في من يسبّون (العشرية السوداء) ويطبلون للمسار ويسبحون بحمد الرئيس (الأستاذ) أشخاصا كانوا بالأمس يهتفون ليوسف الشاهد وحافظ السبسي ونبيل القروي..
اتركوا عماد الحمامي يتسول منصبا لن يدركه لو أشعل رموشه واصابع يديه فداء لمولاه الجديد، وافضحوا أولئك (الهتّيفة) أصل البلاء وعين البلية، أولئك الذين لن تقوم لنا قيامة إلا بقطع دابرهم ومنعهم من القيام بأي عملية لرتق العذرية…