التونسيون يحبون النميمة، ويعشقون الفضائح

أنا عكسكم تماما، أتمنى أن يكون (المغزاوي) قد (ربرب) فعلا، فلا قيمة لأي مترشح لرئاسة الجمهورية إن لم يكن يشبه التونسيين ويعبر عنهم. والتونسيون كما قال درويش مازحا (يذكرون الله كثيرا)، التونسيون يشربون كثيرا من الخمر، بل إن ميزانية هذه (المدينة الفاضلة) تقتات من الملاهي والمراقص ومحلات بيع الخمور.

التونسيون يرقصون بمناسبة وبغير مناسبة، يكذبون وينافقون، يعطون الرشوة ويمارسون الوشاية، يقترضون المال ولا يردون الدين، التونسيون يحبون النميمة، ويعشقون الفضائح، يتخاصمون لأتفه الأسباب وتعلو أصواتهم في الطريق العام لمجرد مجاوزة عادية بين سيارتين...

التونسيون أيضا يصلون الجمعة في وقتها ويتركون سياراتهم تسد الطريق العام أمام الجامع، ويقفون في الطوابير الطويلة أمام الزقوقو في المولد وأمام معرض الكتاب، ويتدافعون قبيل المغرب في رمضان أمام محلات بيع الخبز المبسس، التونسيون يحبون أمهاتهم في عيد الأم وزوجاتهم في أعياد المرأة، لكنهم يتقاذفون بأكياس السكر في مغازات عزيزة…

التونسيون أيها السادة بشر عاديون فيهم الصالح وفيهم الطالح، لكنهم (وتلك هي المعضلة) في حمى الانتخابات الرئاسية ينسون أنفسهم ويطلبون من المترشح أن يكون ملاكا طاهرا منزلا من السماء...

إن تجربة السنوات الخمس التي شارفت على نهايتها (لا أعادها الله علينا) تجعل الواحد منا يكره (النظافة) ويحتاط عند مبالغة هذا أو ذاك في إظهار الورع والتقوى، لأن رئاسة الجمهورية تختلف كليا عن إمامة الجموع في صلاة الجنازة أو صلاة الاستسقاء أو إلقاء محاضرة عليهم بمناسبة غزوة بدر في الجامع الأعظم...الرئاسة وظيفة مدنية سامية وسيكون المرشح الذي (يربرب) أحيانا ويسلي عن نفسه أحيانا أخرى ب(حارة بيرة) أفضل من يفهم روح هذا الشعب وكنهه ولن يقول لكم (كأني قادم من كوكب آخر؟)

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات