علاوة على كونها كارثة إنسانية واجتماعية بكل المقاييس فإن حادثة جرجيس دليل على فشل سياسي ذريع.. فالحكومة تتصرف بطريقة (شاهد ما شافش حاجة) وتؤكد أنها (بلا قلب) و مجرد جهاز وظيفي للتفاوض مع صندوق النقد وتعديل الأسعار…
أما رئيس الجمهورية فقد بنى سرديته كاملة على فكرة (أبناء المحليات) وضرورة أن يمكنهم من أدوات قانونية لإنجاز مشاريع تنموية في محلياتهم (الشعب يريد). وقد أثبت الواقع أن هذه الفكرة لا تجد صدى الا عند (أبناء المشروع) وهم في الغالب أولئك الذين يرددون كلامه دون فهم في الوقت الذي ينتظرون فيه وظيفة من وظائف الدولة الغنيمة..
أما أبناء المحليات الحقيقيون فقد ركبوا البحر ولسان حالهم يقول: سلم عليك العقل...
عندما وقع طفل صغير في بئر جعلت منه المغرب قضيتها الأولى وعلى امتداد ثلاثة أيام لفتت أنظار العالم... وقد كان يمكن لضحايا مركب جرجيس أن يعيدوا بقوة إلى السطح قضية الحدود الجنوبية لأوروبا ومسائل الأمن القومي لدول المتوسط شمالا وجنوبا وقضايا الهجرة العادلة.. يتطلب ذلك رئيسا يفكر كما يفكر الرؤساء. لكنه مشغول بموظفين ذهبا بسيارة الإدارة إلى اجتماع حزبي (وكل شيء موثق لديه!!)..
لك الله يا تونس..