كنت في اتصال هاتفي مطول مع صديق "صحفي تونسي" يسكن في شمال إيطاليا قرب الحدود النمساوية..ما نحبش نخوفكم بإلي سمعتو من عين المكان..لكن من واجبي نقلكم ربما كلامي يخلينا أكثر جدية ..
الي ياقع في الطليان وخاصة في الشمال كارثة ليس لها سابقة غير الحرب العالمية الثانية والمؤرخون يشبهون ما يحدث بزمن الطاعون الذي اذهب ثلث سكان اوروبا..غياب كامل لأي حلول نتيجة خطورة الفيروس وسرعة انتشاره بطريقة مهولة وقوة فتكه بالإنسان وما يسببه من اختناق وتدمير في الجهاز التنفسي..لا وجود لأي دواء او حتى مسكنات.
عجز كامل عن استيعاب ألاف المرضى..الناس ملقات أمام المستشفيات تنتظر الموت لعدم وجود أجهزة تنفس وأسرة عناية..ارقام تتضاعف من المصابين نتيجة استهتار الإيطاليبن ومحاولة كثيرين عيش حياتهم بصفة طبيعية مع بداية التحذيرات…
سكن المرض في العشرات الذين نقلوا العدوى إلى ميئات في المقاهي والحانات والحفلات ووسائل النقل...والعدد الآن عشرات الألاف..وعدد أسرة العناية في حدود خمسة ألاف ...لك أن تتخيل 30 ألف مصاب مثلا على خمسة آلاف سرير...25 ألف في أروقة المستشفيات والشوارع المؤدية…
الفيروس يفتك بكل شيء وحوّل الحياة إلى جحيم.. فنانون ومؤرخون وصحفيون يبكون وطنهم الذي يفقد شعبه يوميا بالميئات..أكبر المشاكل هي عجز المستشفيات عن استيعاب المرضى مما جعل قانون التمريض أشبه بقانون الحرب على قاعدة "إنقاذ من يمكن إنقاذه وترك البقية لمصيرهم المحتوم" فيروس يتنقل عبر كل شي اللمس والنقود والأطعمة والأبواب والسيارات والهواء…من يسلم من الوباء يعيش الهوس القريب من الجنون.
ردوا بالكم الأمر خطير أكثر مما نحن نتصور اي استهتار بالحجر الصحي العام سيتسبب في كوارث لا طاقة لنا بها…الدليل أن إسبانيا تسير الى كارثة إيطاليا بسرعة جنونية.
نسأل الله الرحمة وأنتم شدوا دياركم ولا تلقوا بأيديكم ووطنكم إلى التهلكة.
الاستهتار معناها الكارثة.