على "الحداثيين" في تونس أن يحذروا التهافت الإيديولوجي والذعر المرضي من كل فكرة أو مشروع متأتي من الدين حتى وان كان جوهر الطرح اجتماعيا أو اقتصاديا تنمويا مثلما يقع الآن مع فكرة صندوق الزكاة…
فردود الأفعال هذه هي أشبه باستبطان لسلوك المجامع الكنسية الكاثوليكية في مواجهتها للحداثة خلال المجمع الفاتيكاني الأول في القرن التاسع عشر مع البابا بيوس التاسع.. ذلك الذي سماه حسن القرواشي في أطروحته "سوء الفهم والذعر المرضي من الحرية..." كأحد أشكال مواجهة الحداثة والتصدي لها...
فلا تستبطوا سلوكات المجامع الكنسية من حيث لا تحتسبون بالذعر المرضي من تطوير أي فكرة متأتية من الدين خاصة في جانبها المجتمعي التنموي التضامني..
ووجهوا جهودكم بدل هذا التنابز الهووي لفرض الرقابة القانونية على مثل هذه المبادرات لضمان الشفافية والنزاهة وإيجاد آليات تضمن وصول الأموال إلى مستحقيها من الفقراء والمساكين …هذا ما يهم المواطن المحتاج الذي ينتظر فرجا من مال الزكاة أو حتى من صندوق النقد الدولي …فكروا من أجل الناس ومصالحها بدل هذه المعارك الدونكيشوتية..
لا أكثر ولا أقل