ملاحقة قضائية جديدة ضد الصحفي محمد بوغلاب على خلفية عمله الصحفي و"كرونيكاته" الإعلامية المتميزة المنتقدة للسلطة ورئيسها، والنيابة العمومية تأذن بالاحتفاظ به لمدة 48 ساعة…
استهداف جديد لصحفي كان جريئا في انتقاد السلطة وسوء أداء القائمين عليها ووزرائها وتجاوزاتها وعبثية قراراتها واستهدافها لحرية الرأي والكلمة…
يُحسب لمحمد بوغلاب أنه كان من أكثر الصحفيين دفاعا عن القضاة المعفيين وتعريفا بمظلمتهم وتذكيرا ببشاعتها وكان قد غطى في أكثر من مرة فعاليات إضراب الجوع الذي خضناه إثر المجزرة في جوان 2022
يُحسب لمحمد بوغلاب أيضا أنه تجاوز الخطوط الحُمر وتسلح بجرأة نادرة وعرض نفسه للسحل والاستهداف حين أثار قضية القاضي المُفترى عليه بشير العكرمي وشكك في الروايات المُسلّمة وقدح في السردية الكاذبة وغير المُثبتة التي تتهمه بالتغطية على الإرهاب ودافع عن حقه في الكلام والدفاع عن نفسه وعرض جوانب مضيئة من مسيرته وإنجازاته المطموسة عمدا وذلك أخذا بالرأي الٱخر واحتراما لعقول الناس وذكائهم…
وكان محمد بوغلاب قد حضر مؤخرا الندوة الصحفية التي عقدتها هيئة الدفاع عن بشير العكرمي بتاريخ 12 فيفري 2024 شاذا بذلك عن موقف "أغلب الصحفيين و"الكرونيكورات" المعروفين الذين اصطفوا استباقا وتحاملا ضد بشير العكرمي دون أن يقرؤوا ورقة من ملفه أو يسمعوا شهادة منه أو له…
وربما لأجل ذلك أيضا يُستهدف محمد بوغلاب، ومن أجل إشاراته الدائمة للعبث القضائي في المحاكمات وافتعال القضايا التافهة يُحاكم أيضا...وهي خطايا لم تُغفر قبل للصحفي زياد الهاني كما لم يُغفر للمحامين العياشي الهمامي وغازي الشواشي ولزهر العكرمي ورضا بالحاج وغيرهم دفاعهم عن قضية القضاة المعفيين وفضح تجاوزات السلطة بخصوصها…
كل التضامن مع الصحفي محمد بوغلاب الذي يُقدم منذ أكثر من عامين أداء إعلاميا مُشرفا بل ومقاوما أحيانا إزاء سلطة مستبدة وضائقة بالكلمة الجريئة وقادرة على الإذاية في أي وقت...وهذا أمر ليس بالقليل، وليس من الوجيه نكرانه والتهوين منه أو مقايضته بمواقفه السابقة للانقلاب وارتهانه إليها...خصوصا وأن السلطة لا تستهدفه من أجل ٱرائه ومواقفه الماضية المختلف بشأنها، بل من أجل مواقفه الحاضرة والمُشرفة المجمع على صحتها والتي يخشى أغلب الإعلاميين اتخاذها والتصريح بها…