عشية التصريح بالحكم في قضية اغتيال شكري بلعيد: رغم التشويه والاستهداف، حكم قضائي بمثابة تكريم للقاضي بشير العكرمي وتتويج لمجهوداته!؟
بعد قليل الدائرة الجنائية المختصة في قضايا الإرهاب تصدر حكمها في قضية اغتيال شكري بلعيد بعد أن حرصت سلفا على حضور التلفزة الوطنية لجلسة استنطاق المتهمين وتسجيل فعالياتها ووصل بها الأمر إلى تأجيل الجلسة إلى موعد لاحق إلى حين حضور الفريق التلفزي…
ستصدر الأحكام بحضور تلفزي مبرمج وممنهج ونقطة إعلامية منتظرة وذلك لإضفاء هالة إعلامية والنفخ في محاكمة سياسية فاترة لتنتهي اليوم ببريق خافت واهتمام محدود جدا بعد أن استهلكت المزايدات والمبالغات والافتراءات كل الرصيد الاعتباري للقضية والرصيد الأخلاقي للراكبين عليها وكل قداسة الدماء المغدورة حتى ملٌها الناس وغدت القضية أداة لا فقط لتصفية خصم سياسي لن يكون أي من قياداته أو من أعضائه من بين المحكوم عليهم اليوم، بل أيضا للانقلاب على الديمقراطية الواعدة وهدم دولة القانون وحل المؤسسات الشرعية وقتل الحريات وتدمير القضاء والانتقام من خيرة قضاته والتمكين للقضاة التابعين والموالين الطيعين…
ستصدر الأحكام الجزائية باهتة وخالية من طعم العدل ومن نكهة الحقيقة ومن لذة الإنصاف برغم ما قد يرافقها من احتفالات مصطنعة وأفراح بلاستيكية صفراء لا أحد يحسدهم عليها أو يستكثرها عليهم لكن عليهم أن يتذكروا أن أحكام الإدانة التي سيحتفلون بصدورها إنما هي أساسا نتاج أعمال بحث وتحقيق قام بها القاضي المفترى عليه والمسجون ظلما بشير العكرمي وضمنها في قرار ختم بحث يضم قرابة خمسمائة 500 صفحة، وأن جميع المتهمين المنتظر إدانتهم من جملة الأربع والعشرين 24 بموقوفيهم وغير موقوفيهم إنما كشفتهم أساسا أبحاث وتحقيقات القاضي بشير العكرمي الذي ظل طيلة عشر سنوات يُسحل ويُلعن بدون ذنب سوى أنه رفض توجيه اتهام جنائي مسقط وبلا دليل للخصم السياسي لذوي الشهيد...بشير العكرمي الذي تُعتمد أعماله وتُلعن أيامه…
لكن اليوم ستنتهي كل الإشاعات والفبركات والأكاذيب والتهويلات والمبالغات أو أكثرها...ولن تبقى سوى الأعمال القضائية الموثقة وذات المصداقية... فمن يقدر أن يمحو إسم بشير العكرمي وإمضاءه من أعمال البحث والتحقيق والاستنطاقات ومن قرار ختم البحث التي كانت أساسا لأحكام الإدانة ولسردية الاغتيال؟ من؟ لا أحد، حتى ولو كتبوا للقصة سيناريو ثان واصطنعوا للقضية جزءا ٱخر…