هل لدي اجابة جاهزة؟ لا أعتقد فمعلوماتي شحيحة عن هذه" التحركات" علاوة على انني لا انتمي حقيقة الى هذا المجتمع التحتي : سكنى و ثقافة و نمط عيش ... سأكون غير صادق لو قلت لكم انني "أشبه هؤلاء". ولا أعني بذلك أي تراتبية اجتماعية أو أفضلية و لكن يبدو أن هناك مجتمع خلفي حتى لو قاسمته السكن و التنقل فانه يظل في قطيعة معنا تماما أو ربما لا نراه أصلا.
مجتمع ليلي و اذا تحرك في النهار ففي فضاءات لا نعرفها تقريبا تترواح من الغرف المغلقة الى الخرب ، الى الضيعات المهجورة في الارياف و القرى ..و أحيانا العلب الليلية و فضاءات لا نرتادها رغم انها تجاورنا في المدن ... قيم و صور و تمثلات أخرى مغايرة لهدا المجتمع المرئي الذي يضمنا ...
البعض من هؤلاء يبدعون ثقافات تحتية صادمة و منفرة للبعض و البعض الآخر يغبر و يزطل وربما تبدو هذه العبارات محافظة و قديمة و لا تستعمل قاموس هذه الفئات حتى تعبر عن عوالمها. لا أعتقد، في كل الحالات، ان هذه التحركات ستكون منتجة لاي شكل من اشكال التغيير لأنها تفتقد الى ناطقين بأسمها يفاوضون باسمها ايضا فضلا عن غموض مطالبها.
غير أنها تشكل لنا جميعا جرسا يقرع... هذا الشباب لا علاقة له بالثورة . انها سردية لا تعنيه و لم يكن قد ساهم فيها و لا جاذبية لها عندهم. هم غير معنيين عن المحافظة عليها أو مساءلتها أو انتظار ان تمنحهم شيئا .
فتحوا عينهم على كل ما هو سيئ فينا : صراع ديكة لا ينتهي ، عنف معمم ، مطلبية قطاعوية مقززة تغفل احقيتهم في حد أدنى من الرعاية ،، خطاب فساد يتضخم ، اعلام جله اقرب الى أحاديث مقاهي تافهة…
عنف هذه التحركات مرفوض و لكن هذا أمر ثانوي في اعتقادي. هناك خيط رفيع بين الشعبوية التي تحرض على رفض المؤسسات و تدعو الى التوجه الى أشكال مباشرة للفعل على اعتباره صوت الشعب الاصيل و بين كل ما يجري لان هؤلاء يرفضون تلك الوسائط با فيها الدولة " على علاتها".انها حاكم بحاصرهم ويلاحقهم فحسب.