يتعمدون رفع الشعارات الكبرى كالحرب على الارهاب دون الدخول في التفاصيل والمضامين الحقيقية لهذه الحرب من تربية وتعليم ومحاربة الفقر والفساد وإعادة الاعتبار لقيم نظافة اليد وتوفر صفة الأخلاق الحسنة في إدارة الشأن العام وهذا التعمد يخفي وراءه برنامجهم الذي يختزل الحرب على الارهاب في الحرب على المسار السياسي المدني السلمي والحرب على المساجد والكتاتيب والجمعيات التضامنية الخيرية والبحث الكؤود على عسكرة الوضع السياسي من أجل إعادة المنظومة البوليسية لسالف سطوتها على الدولة والمجتمع …
عسكرة المجتمع ليست حربا على الارهاب بل هي حرب على السياسة وحرب على الدستور وحرب على كل مؤسسات الثورة من أجل توفير الأرضية لعودة بن علي جديد.
من يدعم خليفة حفتر في ليبيا وعبد الفتاح السيسي في مصر وبشار الاسد في سوريا لا يعلن الحرب على الارهاب بل هو الارهاب نفسه والارهاب لا يعلن أبدا الحرب على الارهاب.
مع كل عملية إرهابية يصبح محترفي العرافة والدجل وقراءة الكف خبراء إستراتيجيا وجيوبوليتيكا وميتافيزيقيا … صاحب البراد الساخن يبصق في وجوههم الكالحة وهم مبتهجون … إنها فرحة الجاهل بجهله … وبهجة الأبله ببلاهته …
مع كل عملية إرهابية ينصبون المشانق لتحالف الترويكا وخاصة النهضة
مع كل عملية إرهابية يذكروننا بأن زياد طروش قال أن الشعانبي يتمرن فيه الرياضيون
مع كل عملية إرهابية يقولون أن المرزوقي إستقبل شيوخ الارهاب في القصر
مع كل عملية إرهابية يقولون أن شباب السلفية يذكرون الغنوشي بشبابه
مع كل عملية إرهابية يذكروننا بحرق مقر التجمع بباب سويقة
مع كل عملية إرهابية يذكروننا بتفحيرات سوسة والمنستير
مع كل عملية إرهابية يتذكرون أن أبو عياض تم تهريبه من جامع الفتح
مع كل عملية إرهابية يهاجمون المساجد والايمة والكتاتيب والجمعيات الخيرية
مع كل عملية إرهابية يتهجمون على الجزيرة و تركيا وقطر
مع كل عملية إرهابية يتحدثون عن الاختراق والأمن الموازي
مع كل عملية إرهابية يعيدون تشغيل الاسطوانة المذكورة أعلاه
وذلك ليس بغاية الفهم والتحليل والتنوير …
بل للدعوة لإلغاء السياسة وحقوق الانسان والرجوع لدولة البوليس …
وإعلان الطواريء وإلغاء السياسة في الابان !
هؤلاء ليسو شركاء في الوطن بل شركاء في الارهاب !!!