الان والآن فقط وبعد مرور اكثر من 20 سنة تفطنوا ان بن علي سقاهم خمرا رديئا و بدؤوا يتساقطون صرعى من الالم الواحد تلو الاخر... لقد رايتهم بأم عيني يقبضون على بطونهم ويصرخون من شدة اوجاع امعائهم وأكبادهم التي انهكتها الكحول... لقد سقاهم بن علي خمرا رديئا طيلة عقدين من الزمن وهم لا يعلمون ولم يتفطنوا لذلك إلا حديثا فهل ينجون من سوء الخاتمة ام سبق السيف العذل…
على يمين الصورة نشاهد بيت الشعر حيث يشرب الخمر خلسة في المدينة العربي وتم توضيب غرفة للنوم فيها للعابرات من مومسات الليل وعلى يسار الصورة نشاهد دار الصحفي خمارة غير مرخص فيها تقع في الطابق الثاني لعمارة قديمة في قلب العاصمة يشرف عليها العم رزوقة قدس الله سر خمره وفي الوسط نرى دار الكاتب حيث الخمر الرديء يقدم مع كمية من الفول المدمس والبسباس وأما القاعة الشرفية للخمارة فلا يدخلها إلا الزعيم الهزبر الميداني بن صالح وضيوفه المبجلين من عرب وعجم حيث تصبح الكمية حوتا مشويا ومرقة صفاقسية وكل شيء بالمجان او بشيء قريب من المجان.
لقد كان بن علي من اولاد مفيدة قبل ان تولد مفيدة وعرف من اين تؤكل الكتف… كتف الصحفي الألمعي كتف الشاعر المبدع وكتف الكاتب الكبير… وسقط الجميع صرعى تحت قدميه يستجدون رضاه مقابل قارورة من خمر مسرطن خبيث وصحن فول مملح…
الان كلهم يتساقطون ومن شدة اوجاعهم لأقرب مشفى او مصحة يتسابقون… لقد سقاهم بن علي خمرا رديئا ممزوجا بدماء الشهداء والفقراء ولا بد ان يدفعوا الان الثمن من اجسادهم بعد ان انهكوها بأكل السحت والرزق الحرام على حساب المساجين والمعتقلين والمهجرين…
هل ازيدكم ركعة اخرى ام كفاية.