إحتفلت التلفزة الوطنية بذكرى مرور نصف قرن على تأسيسها (31 ماي 1966 / 31 ماي 2016) وقد تزامن ذلك مع إحتفاليات وإحياء الذكريات والمغامرات السمعية والبصرية التي خاضتها التلفزة التونسية من عهد تلفزة الابيض والاسود الى عهد تلفزة الالوان الطبيعية وصولا للتلفزة ذات التقنيات الرقمية.
في خضم هذه الاحتفالات لا يجب أن ننسى أن هذه المؤسسة الوطنية الممولة من جيب المواطن لم تكن في يوم من الايام إلا سندا ودعما للحاكم الظالم القامع للشعب والمستولي على أرزاق وخيرات البلاد كما لا يجب أن نتجاهل أدوار الشقاق والكذب والنفاق والدعاية الكاذبة للنظام الاستبدادي مقابل التشويه والتنكيل بالشرفاء معارضي منظومة الفساد والإفساد.
ونحن نحتفل ونحيي ذكرى تأسيس التلفزة التونسية لا يجب الاكتفاء بالتعبير بالبهجة والاحتفالات بهذا الانجاز الوطني فالتلفزة التونسية لم تكن في يوم من الايام سندا للبلاد وللعباد بل كانت وسيلة تعدي على الوعي العام وتزييف الاحداث والتاريخ ومجريات الصراع الاجتماعي وباختصار شديد كانت هذه التلفزة وسيلة من وسائل التعذيب المعنوي التي تمارس على الشعب طيلة خمسة عقود كاملة.
إن تحول إسم التلفزة من التسمية الأولى إت ت في عهد بورقيبة الى التسمية الثانية قناة سبعة في عهد المخلوع بن علي إلى التسمية الجديدة بعد الثورة التلفزة الوطنية الأولى لن ينفي عنها صفة الخديعة والكذب المنهجي والنفاق فهي مازالت على سيرتها الاولى في تحريف الوعي وتبهيم المشاهدين وهي بتبديل التسميات دون المضامين تؤكد أنها من ضمن الثعابين التي تستبدل جلودها كل موسم ولكن جوهر الجسم وكميات السم هي نفسها ولن تتبدل حتى تقوم الثورة الأخيرة التي لها نطمح وستقوم هذه الثورة حتما وستحطم كل الاصنام وذلك يقين راسخ…