جلَسَتْ والخوفُ بعينيها … تتأمّلُ فنجانَ الأسرارْ
قالتْ: مابالكَ يا ولدي! … مابالكَ تائه محتارْ!
فنجانكَ يحوي عاصفةً … فنجانكَ يحوي إعصارْ
مابالُ طريقكَ مسدودٌ! … طريقكَ كلّه أحجارْ!
احذر لا تلعب يا ولدي … ايّاكَ و اللّعب بالنّارْ
مابالكَ تُبحرُ في العمقِ! … و لَمْ تَكُ يومًا بحّار!
ولا تعلمُ ما قد يأتيكَ … وما قد تُخفيه الأقدارْ
مابالكَ عنيدٌ يا كَبِدي! … و تسلُكُ نهجَ الإصرارْ
و تبدو عربيُّ الفكرِ … وكانّك ابنُ "الأنبارْ"
ايّاكَ و عمى القلبِ … فإنّه لا تعمى الابصارْ
انّي احذّركَ يا ولدي … وهذا آخرُ إنذارْ
وامّا إنْ عُدتَ لي ثانيةً … فلن أقبلَ منكَ الأعذارْ
استغفر ربّكَ يا ولدي … فإنّه دوما غفّارْ
ولا تدخل حزبَ الشّيطانِ … وايّاكَ وحزبُ الخمّارْ
وادخل في "حراكِ الإنسانِ" … فمكانُكَ بيْنَ الثُّوّارْ
وتمسّكْ بحبلِ الإيمانِ … وأقنعْ بحكمِ الأقدارْ
واستغفر ربّكَ ثانيةً … فإنّه هو الغفّارْ