عندما تكون خصما سياسيا ، تعّرض الدولة حياتك الى خطر الاغتيال

Photo

ينص الامر عـدد 1155 لسنة 2006 مؤرخ في 13 أفريل 2006 يتعلق بضبط النظام الأساسي الخاص لأعوان سلك أمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية، و بالتحديد في فصله الثاني و الثالث، أن سلك أمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية قوة خاصة مسلحة مسؤولة على أمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية وعلى حماية القصور والإقامات الرئاسية وتقوم بالمحافظة على النظام العام بالقصور والإقامات المذكورة وحيث ما وجد رئيس الدولة أو الشخصيات الرسمية المكلفة بحمايتها وتمارس في نطاق هاته المهام وظائف الضابطة العدلية و يخضع إطارات وأعوان أمن رئيس الدولة والشخصيات الرسمية إلى السلطة المباشرة لرئيس الجمهورية ويباشرون مهامهم تحت إشراف رئيس الإدارة المكلف لهذا الغرض من قبل رئيس الجمهورية.

وقد أمّن سلك امن رئيس الدولة و الشخصيات الرسمية، حماية عديد الوجوه السياسية المعروفة على غرار أحمد نجيب الشابي، مصطفى بن جعفر، فؤاد المبزع، منصف المرزوقي،علي العريض ، حمادي الجبالي ، راشد الغنوشي، و عديد من الصحفيين و رجال الاعمال و نواب بمجلس الشعب.

و في باب تأمين هاته الشخصيات، العديد من الشخصيات السياسية، التي باشرت مهام حكومية او مسؤوليات في الدولة خلال الفترة الفارطة، لا تزال تنتفع بهاته الحماية في حين انه رفعت الحماية الأمنية على الدكتور منصف المرزوقي و المهدي جمعة و الطيب البكوش و ان تسريب خبر رفع الحماية الأمنية على جميع الوجوه السياسية، لا يمكن ان يكون سوى كذبة مروجة من قبل من يخشى النقد، لانه لا يمكن ان يتم رفع الحماية في تونس الى بعد القضاء على الارهاب بصفة نهائية، لا سيما اننا عشنا 3 عمليات ارهابية استهدفت المدنيين وهي باردو و سوسة و حافلة الامن الرئاسي وهو ما يؤكد جدية تربص الارهاب بتونس من خلال عمليات تفجير او عمليات اغتيال وجوه بارزة على الساحة السياسية لان الماضي القريب يذكرنا ان دم الشهيد البراهمي و الشهيد بلعيد، لم يجف بعد.

و قد يدفع بنا التفكير الى التصور، ان خطر اغتيال هاته الشخصيات، الواجب حمايتهم بنص قانوني، قد زال ، في حين ان تواتر قرارات إلغاء الحماية الأمنية، بالنسبة لمن سبق ذكره من قبل رئيس الجمهورية او رئيس ديوانه، بصفة عشوائية، لا يمكن ادراجه سوى تحت خانة العقاب بالنسبة للسيد الطيب البكوش اما بالنسبة لجمعة و المرزوق،فانه يمكن ادراجه تحت خانة التخويف و تعريضهم لخطر الاغتيال في صورة ما إن فكرا في الرجوع الى الحياة السياسية ، ذلك ان الحماية الأمنية رفعت على السيد منصف المرزوقي بمجرد تواتر خبر إعلانه على تكوين حزب سياسي، اما بالنسبة لمهدي جمعة ،فقد تم التأكد من مصادر مقربة انه سيعود في شهر فيفري 2016 الى تونس بصفة نهائية حاملا مشروعا ، سيخول له الدخول الى الحلبة السياسية من الباب الكبير.

و من العيب على جمهورية ناشئة، ان تعرض ارواح من يتصورهم رئيس الجمهورية اعداءا له او خصوما سياسية او من يمثلون خطرا على الابن المدلل في حلبة صراع نداء تونس،بخلط أوراق الدولة بأوراق الحزب و تصفية الحسابات الشخصية،فمن يقف وراء هاته القرارات، هل هو رئيس الجمهورية شخصيا ام ذلك الذي لا ترى له سوى خيالا في القصر، تسمع اسمه يتردد على الالسن و لا ترى صورته ؟

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات