في إطار الحد من النسق التصاعدي للاحتجاجات التي شهدتها بعض الولايات و المطالبة بالتشغيل، خرج علينا رئيس الحكومة، بسلسلة من الإجراءات،اعتبرها البعض ثورية و حاسمة و من شانها ان تحد من البطالة و تطفئ نار الاحتجاجات، و من بينها إلغاء شروط التمويل الذاتي بالنسبة لحاملي الشهائد العليا لغاية التحفيز على بعث المشاريع الصغرى، وقد تندرج هاته الإجراءات ، ضمن باقي الإجراءات المعلن عنها في السابق و تهدف بالأساس الى التطويق بظاهرة البطالة، على غرار الانتداب بالوظيفة العمومية و الانتداب بالجيش الوطني لغاية امتصاص جزء من العاطلين، ،،،،
و تمر هاته الإجراءات المعلن عليها في صمت جنائزي دون ان يثير ذلك استغراب النخب المثقفة و المسيّسة و الإداريين.
يا رئيس الحكومة، لقد وعدت بالانتداب بالوظيفة العمومية، و بالجيش الوطني لامتصاص البطالة، فهل في مشروعك ان تصدر ميزانية تكميلية و نحن في شهر جانفي 2016،فهل نسيت انت و من معك، انه لا يجوز عقد نفقة على ميزانية الدولة إلا اذا كانت مبرمجة في الميزانية و مصادق عليها من قبل مجلس الشعب؟
و لا تقل في ذلك الشأن انه يمكن ان يتم صرف النفقات من بند الطوارئ المدرج بالميزانية، لان ذلك غير ممكن لا من حيث التقديرات و لا من حيث طبيعة النفقة، فأنت ستنتدب 23 الف عاطل عن العمل،،،،و الأيام بيننا إن وفقت في ذلك يا رئيس الحكومة، ألغيت جملة من الشروط بالنسبة لحاملي الشهائد العليا مثل التمويل الذاتي، ألم يعلمك المحيطون بك، ان هذا الإجراء قد اتخذه الوزير الأسبق في حكومة جمعة، السيد حافظ العموري وهو ما إنجر عنه تخفيض ملحوظ في نسبة البطالة المسجلة في سنة 2015 و التي انخفضت من 16.5% الى 15%? ألم يطلعوك في رئاسة الحكومة على محاضر المجالس الوزاري المضيقة، أم ضاعت كلها بين الأروقة؟
لقد أبتلينا بك، و رأينا مشاهدا لم نعرفها من قبل، ارهاب و احتجاجات و بطالة و انتحار و تعثر كلمات و هيبة دولة، تتمرغ في الوحل كالخنازير اليابانية، ،،،،فقد صرحت بذلك تحت قبة المجلس، نعم مجلس نواب الشعب ، الذي من دوره ان يراقب السلطة التنفيذية و يراقب أداءها و تصريحاتها،،،،لكنك تمر في صمت و امام كل الناس،،،،دون ان يوقفك أحد،،،،و ليس غريب أن نستمع في تصريحاتك الى قرارات اتخذتها حكومات سابقة و نفذت،،،،لأنه لا حول لك و لا قوة…