زمن القحط تستقوي أسراب الجراد بعددها وقدرتها على إلتهام ما تبقى من الأخضر وسط تردّد صفيرها الجمعي المزعج.
هجمة وحشيّة تقوم بها اسراب من الجراد الجائع على العقل و العلم وتحشر كلّ عارف نزيه يفكّر بعقله في زاوية "المشعوذ".
تشويه الناس و التشكيك في قيمتهم العلمية و الأخلاقية لأنهم يكشفون عورات الإنتهازيين أمر صار "سبرا" عند أسراب الطبابلية في هذا البلد.
أتذكّر "النكرة" و هو يتمسّح على جدران كليّة الحقوق بصفاقس وحيدا خجولا يتلمّس طريقه نحو قاعة درس المنازعات وكنت اراه احيانا من بعيد و انا أقطع الساحة نحو المدرّج الرئيسي لألقي محاضراتي في القانون الدستوري أمام آلاف من الطلبة جيلا بعد جيل و ها قد انتهت به الرحلة كما كان متوقع الى زكاكري في جوقة.