يوم 26 سيكون يوما عاديا من ايّام الانقلاب سيواصل المنقلب الهروب الى الامام والبناء فوق ركام الفشل وسنواصل نحن مقاومته كما قاومناه من البداية. يوم 26 سيواصل سعيّد حكم البلاد بدستور الامر 117 الأميري وسنواصل نحن التمسّك بدستور 2014 ولن نعترف بغيره دستورا شرعيا لتونس.
سيواصل المغتصب للسلطة سياسة الفتنة وخطاب الكراهية وهرسلة المقاومين وتفكيك الدولة وتقسيم المجتمع وسنواصل نحن سياسة التوحيد ورصّ الصف الوطني واقناع الشعب بزيف وعود الشعبوية. انّها معركة مصير وسنخوضها بكلّ شجاعة وتصميم ووضوح الرؤية مجتمعين غير متفرّقين في الهدف والغايات.
جبهة الخلاص وضعت تصوّرا لإدارة المعركة و تصوّرا لتعاطي عقلاني غير متشنّج مع حلقة الاستفتاء المخادع وهي تنفّذه بكلّ دقة و نجاح الى حد الآن، بما تتيحه ظروف الصراع و توازنات الوضع الوطني. ليس في الامر ايّ تراخ، بل هو خيار واع نسجّل فيه: اوّلا موقفا وطنيا مبدئيا نبني عليه مراحل المواجهة المستمرة القادمة دون ان نقع ثانيا في خطأ انفعالي يقودنا الى النفخ في جسد هامد لا روح فيه.
غدا 23 جويلية سنتظاهر ضدّ الانقلاب أساسا كما فعلنا سابقا و سنسجّل من خلال هذا التحرّك ذلك الموقف الوطني التاريخي ونمضي في البناء عليه ليوم 26 جويلية الذي سيكون يوما صيفيا حارّا لا فرق عندنا بينه وبين 25 جويلية. فكلّ ايّام مقاومة الانقلاب الشعبوي حارّة بطاقة المقاومة المتحفّزة والصمود البطولي لجمهور الشارع الديمقراطي.
جبهة الخلاص الوطني صارت اليوم القوّة السياسية الاكبر وهي تبني بعقل بارد وقراءة واقعية للمناخات التي تتحرّك فيها وترتقي بسقوف المقاومة على قاعدة القدرة و الاقتدار وليس على قاعدة الرغبة الغريزية في التخلّص اللّفظي والخطابي من الانقلاب واغلاق قوسه الكريه دون تجميع عناصر القوّة الموضوعية الكفيلة بتغيير الموازين لتحقيق الانتصار.