أشتقت اليكم أحبتي وأصدقائي وصديقاتي شوقا يهز النفوس, بعد عام ويزيد من غربة الأسر والقهر أودّ فقط أن أعود برسائل شوق وشكر. فشكرا لكل حرّ وحرّة وقف للتضامن مع المناضلين والمناضلات المضطهدين/ ات ووقف بالفعل أو بالكلمة لقضيّة الحريّة ضد الإستبداد والتفاهة.
شكرا لعائلتي لبو العز ودلّو والعزيزة عواطف وأقول لهم أنّهم كانوا دائما مصدر فخري واعتزازي وحبّي الآمحدود واذكرهم بمقولة هيغل " أن الأحداث الهامة تقع دائما مرتين .. " والتي علق عليها ماركس بالقول بأنّها " تحدث مرة أولى في شكل مأساة .. ومرة ثانية في شكل مهزلة "
لقد قدّر على عائلتنا أن تعيش مأساة الإستبداد ونحن صغار وأن تعيش مهزلته ونحن كبار، ولكن وان كانت المهزلة اشد وطئة لأنّها استهزاء بذكاءنا فإنّها اقصر عمرًا وزائلة لا محالة.
شكرا لأولادي يوسف ومروان على حبهما واجتهادهما ونجاحهما وتميزهما وأقول لهما ان كل ما أفعله وكل التضحيات هدفها في الأخير ان أترك لكما ما ترك لي والدي من رصيد الفخر والعزّة.
شكرا لهيئة الدفاع ، شكرا لعبد العزيز ولسمير ولهيفاء ولكريم ولإسلام وللعياشي ولفوزي وليسر ولسامية ولمحمد ولسامي ومنية وفؤاد ولنزيهة ولمياء ولنافع ورؤوف ولكمال والفاضل ولأمين وغيرهم كثير … على ما بذلوه وما يبذلونه في سبيل نصرة الحق ونصرة قضيّة العدالة والحريّة بفضلكم/كن توسعت جدران السجن ولانت قسوته…
شكرا لصديقتي ورفيقة درب النضال شيماء على حبها ووفائها وأقول لها لا أحد غيرك ليحمل صورتي فأنتي الأولى وأنت الأقرب والأوفى.
شكرا لعزيزتي ورفيقة درب الحياة منذ سنين تلك التي حملتني في رحلة بلا مستقر استمرت وستستمر الى النهاية.
وشكرا لكل المناضلين والمناضلات الذين يقفون في الشوارع والساحات منذ أكثر من سنة حاملين صورة المناضلين المعتقلين السياسيين وأؤكد لهم وفاءنا لقضيّة الحريّة في بلادنا وأنّنا على العهد لن نركع ولن نتراجع ولن نهادن ولن نسلّم قضيّة ائتمننا عليها أجيال سبقتنا وأخرى ستأتي بعدنا …
نحن جميعنا في معتقلات الإستبداد الغاشم نشعر بالقوّة والفخر ويزيدنا تضامنكم قوّة على قوّة.
رمضانكم مبروك وكل عام وانتم وانتن بخير ومنتصرين /ات
المعتقل السياسي