خطاب نور الدين الطبوبي من شرفة الاتحاد اتخذ بعدا او ابعادا سياسية مباشرة، في تجاوز أو هو توسيع للمسألة من بعدها النقابي المباشر إلى وضع أسئلة أو هو طعن في منوال التنمية.
حين نقرأ المشهد بعقل سياسي بارد، يمكن الجزم بنقطتين:
أولا: أمام سياسية ليبرالية متوحشة تتبعها حكومة الشاهد وفي غياب مواقف فعلية وفاعلة من قبل أحزاب المعارضة، يجد الاتحاد نفسه مجبرا على ملء فراغ كبير، ليس فقط يزن ضمن جدلية الصراع السياسي، بل يشكل راسمال الوازن خصوصا في ساحة متوترة مثل ما تعيشه البلاد.
ثانيا: طرح الطبوبي اسئلة تخصّ "المنوال الاقتصادي"، المعتمد من قبل حكومة الشاهد، ليؤكد أن "المفاوضات من أجل الزيادات" هي جزء من كلّ، اسمه الخيارات الاستراتيجية الكبرى، خاصة وأن المنوال المعتمد من قبل الشاهد، أثبت فشله منذ فترة بن علي، بل سبب سقوطه…
من الأكيد، اننا نعيش فترة مخاض خطيرة، في تداخل لدوائر متوترة عديدة، أولها داخلي في علاقة بالتوازنات السياسية الضامنة للاستقرار الاجتماعي ومن ثمة السياسي.
امام مد ليبرالي متوحش على المدى العالمي وقيام حركات رفض بل تمرد مثلما يجري في فرنسا مثلا، تقف تونس في مفترق طرق يتأسس على واقع المفاوضات الاجتماعية القائمة ويتوسع إلى حالة الفقر المستشرية، خاصة وان الانتخابات القادمة ستكون ساخنة.