الغالبية العظمى من الجزائريين المساندين للحراك، وخصوصا الذين خرجوا إلى الشارع منذ 22 فبراير، يتمنون، ويحلمون بل يطالب بعضهم أو يشترط ان يخرج الجيش من ثكناته [أو القايد صالح حين ندقق في المعنى] ويقلب الطاولة مرة واحدة ومن ثمة يلقي بأفراد العصابة في السجن وبنصب "قيادة" جديدة، تنظم انتخابات، تهدي به الحكم إلى الطبقة السياسية.... صورة لا تخرج عما في الذاكرة عن عنتر بن شداد…
تفكير نظري سليم وعاطفي ممتاز، لكنه يُظهر الجيش في صورة "الانقلابي" مع ما يتبع ذلك من تبعات دولية أعدت لها فرنسا العدة، ومن الممكن الذهاب إلى عدم الاعتراف الغربي [الأوروبي] بالنظام "الجديد" وما ستكون من محاصرة/مقاطعة، اشبه ما يجري مع إيران راهنا... الاخطر من ذلك (في حال تاويل الصورة في شكل انقلاب) ان تظهر "المعارضة" المؤهلة لمسك الحكم بعد اسقاط منظومة بوتفليقة، في صورة ذلك "الابله" السائر على حمار يتبع دون كيشوت في حربه ضد الريح، لا هو شارك بالفكرة او اعان بالفعل…
لأسباب اقليمية ودولية اكيدة، لا احد يطلب ولن يعلن الجيش "الخروج عن الدستور"، تلك مهمة الحراك الشعبي المنفلت من أي اكراهات اقليمية اوولية. كذلك لا أحد يطالب الجيش بإسقاط منظومة بوتفليقة بصفة مباشرة، دون قفاز توفره الطبقة السياسية وأساسا المعارضة التي لم تلوثها منظومة بوتفليقة…
هو تقاسم للأدوار بين ثلاث [الجيش - الحراك - المعارضة]، لا هذا يعوض ذاك ولا ذاك يطالب هذا بما ليس من مهامه:
أولا : كسر النقاط الملغومة من دستور بوتفليقة مهام الحراك الذي وجب ألا يكل ولا يمل إلى حين انجاز جميع مطالبه كاملة غير منقوصة ذرة واة.
ثانيا : تدمير منظومة الفساد من مهام المنظومة القضائية التي وجب ان تدور بأقصى سرعة ممكنة.
ثالثا : تأسيس منظومة سياسية تكون الدرب الذي تسير على دربه الجزائر من مهام المنظومة التي لم تلوثها منظومة بوتفليقة…
حينها [مهما تكن النوايا] يكون الجيش في وضعية مريحة لتسجيل جميع التمريرات التي تأتيه من الحراك والمعارضة.
فقط، اشبه بفريق كرة قدم، كل لاعب يؤدي دوره في مباراة فاصلة مع منظومة بوتفليقة وممرنها الفرنسي....
هذي البداية ومازال مازال.....