يعلم القاصي والداني في الجزائر وخارجها أن شعب هذه البلاد يعشق العناد، ومن ثمة يمكن الجزم ان مصير عبد القادر بن صالح لن يكون أفضل من سابقه عبد العزيز بوتفليقة. اي انه لن يكمل الفترة المحددة في الدستور، ولن يشرف على أي انتخابات…
لذلك ينحصر السؤال في الأسباب التي تدفع المنظومة المتخفية وراءه، إلى تمديد فترة وجوده، ومن ثمة دفع الشارع إلى مواصلة الخروج بأعداد ستكون متزايدة، حين لا مكان بالنسبة لفخامة الشعب أن يتراجع.
الهدف الاساسي بل الاهم يكمن في استفزاز الجيش ودفعه للتدخل، لتسجل "الشرعية الدولية" ما سيقولون انه "انقلاب"، تتحول الجزائر بفعله إلى موضوع مزايدات اقليمية ودولية تحاول ابتزاز البلاد والعباد…
لذلك على العمق الشعبي رفع السقف عاليا، وعاليا جدا، سواء بخروج أعداد اكبر من الناس، وثانيا ان يكون الرحيل (رحيل بن صالح) شعارا جامعا، لا بديل له ولا استثناء…
الجيش لا يمزح ولا يلعب…
تعلم قيادة المؤسسة العسكرية منذ ان نطق القايد صالح اول كلمة بشان الحراك، ان الخطر المميت يكمن في تحوله إلى طرف ضمن طيف من الفرقاء وإلى مجرد شريك ضمن بقية الشركاء.
لذلك كانت اللغة المعتمدة تستعمل الحزم والاصرار وكذلك الدقة. الجيش مستحيل ان يقبل المراهنة بصورته، لذلك بمجرد ان نطق او اعلن اللجوء للفصلين 7 - 8 فهو رافض لوجود بن صالح وحروف العلة الاخرى…
فقط الجيش في حاجة لشيئين: رافعة شعبية تمكنه من شرعية التحرك، وخصوصا طبقة سياسية قادرة على تلقف الكرة التي سيقذفها قايد صالح في الرمية القادمة…