سئلت "الكرونيكيرة" المثقفة عن رأيها في أزمة الشركة السياحية البريطانية توماس كوك وأسبابها، وقبل أن تجيب و تعلق على القضية توقعت شخصيا أن تقحم، بكل الانحياز المتعصب المعروف عنها، الشأن السياسي التونسي والانتخابات الحالية التي يبدو أن نتائجها فجعتها ولم تفق من صدمتها بعد كالكثيرين مثلها.
وبالفعل لم تخيب ظني فأبدعت في إيجاد رابط لذلك، وارتأت أن السبب الأساسي لإفلاس الشركة العريقة هو تحريض الشعبويين الانكليز أغلبية الذين شاركوا في استفتاء البريكسيت على التصويت لخروج بلادهم من الاتحاد الاوروبي وكانت نتيجة الانسياق وراء العواطف العمياء المتسرعة مثل هذه الكوارث الاقتصادية، لتخلص الى ما تريد تمريره وهو تحذير التونسيين وتنبيههم الى أن الانسياق وراء مثل هؤلاء الشعبويين والمعادين للخارج في تونس، وألمحت الى من تقصد بالضبط من أحد المرشحين المتأهلين للدور الثاني في الرئاسيات وهو الأستاذ قيس سعيد، سيؤدي الى معاناتهم القادمة من كوارث وإفلاسات مماثلة سيدفعون ثمنها بعد أن يفيقوا من غيبوبة صناديق الاقتراع.
يعني خلاصة قولها بشيء من الربط المباشر والساخر وليس الموارب والخبيث كما فعلت كعادتها : قيس سعيد (البريطاني) مسؤول عن إفلاس شركة توماس كوك وعلى أصحاب فنادقنا المتضررة و عمالها والمتعاملين معها أن يمسكوا بتلابيب نظيره التونسي ويقطعوا عليه طريق الرئاسة…
وأخشى أن تطلب من قيس سعيد (التونسي) أن يتحمل مسؤؤولية دفع التعويضات أو المتخلد بذمة السياح ووكالتهم لأن المعروف أيضا عن كرونيكارتنا، كبعض زملائها، أنها رؤوفة بالأجانب الاوروبيين مراعية لمشاعرهم ومصالحهم شديدة على عموم التونسيين بل محتقرة لهم ولعقولهم وكرامتهم.
أرضى "الجميع" (بنبرته المميزة) :
- البورقيبيين والحداثيين واليساريين من خلال الاشارة الى ضرورة إعادة الدور الاجتماعي لدولة الستينات وعدم التراجع في حقوق المرأة …
- القوميين العروبيين في المسألة السورية والتأكيد على أولوية المغرب العربي.
- المحافظين و الاسلاميين في تحفظاته على تقرير لجنة الحريات.
- الأمنيين والعسكريين بتعزيز حقوقهم وواجبات الدولة ازاء عائلات شهدائهم وجرحاهم.
- الثوريين الشباب بأولوية الحكم المحلي وتشجيع مبادراتهم و المشاريع المقترحة والزام الفاسدين بالاسهام في النهوض بالمناطق الاقل حظا ومتابعتهم.
- الدول الأجنبية ولا سيما الاوروبية (فرنسا أساسا) من خلال المحافظة على معاهدات الدولة التونسية والتزاماتها واحترام الشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الاخرى.
والخلاصة: خطاب مسؤول و مطمئن "للجميع" كما هو مطلوب من رئيس دولة والأرجح أنه سجل به نقاطا اضافية…
تنويه: شكرا للتلفزة الوطنية ولا سيما الصديق فطين حفصية على إعداد الحوار الهادئ و الأسئلة المناسبة للضيف رغم بعض الهنات مثل محدودية توقيت إجاباته والصورة المختارة له في مقابل صورة منافسه.