لم يصدمني ولكني حزين منه إلى حدّ الغضب، لما ورد في إجابته المتعلقة بجرائم الاحتلال الفرنسي لتونس وتفصّيه المخجل، تحت أنظار الصحفي المحترف وإلحاحه، من طلب الاعتذار، وليس لشيء آخر قابل للنقاش واختلاف التقدير والحساب في الملفات الإقليمية، كما أني حزين عليه إلى حد الغضب لما تعرض له من إهانات هوجاء مدانة …
كتبت منذ أشهر، ليلة فرحتنا بانتصاره على "مرشح الفساد والتطبيع"، تدوينة استغربت واستهجنت فيها استعمال زميلته السابقة، التي سيختارها مستشارة للإعلام، خلال حوار تلفزي في قناة فرنسية كلمة "interdépendance" لتوصيف العلاقة المأمولة في نظرها بين تونس وفرنسا،
وكأنها تجهل أو تتجاهل أن ذلك المصطلح المثير للجدل قد ورد حرفيا في بروتوكول الاستقلال سنة 1956، بصيغته الأصلية الفرنسية، كنقطة ضعف غير مقبولة بمنظور السيادة التونسية في لحظتها التأسيسية، لم يخفف من وقعها السيء ترجمتها في النسخة العربية للوثيقة التاريخية إلى كلمة "تكافل" التي لا تعني "تكافؤ".
وقد أثبت ممثلنا الرسمي اليوم، بمؤشرات عديدة في الشكل والمضمون، أننا لم نتجاوز بعد مرحلة الحاجة إلى "الكفيل".