أنّو الشعب الكريم يشن غضبه على من يعتبرهم أعداء عقيدته. أمر مفهوم... غاضبون تشكل تعاليم الإسلام القرص الصلب في شخصيتهم القاعدية ولا يحملون في عقولهم من العلم والمعرفة التي تمكنهم من التفريق بين الإسلام وتمثلاته البشرية. يمكن فهم أسباب غضبهم.... ولا يمكن تفهمها…
لكن اللي موش مفهوم أنو نخبة تمسك بفلسفة التعليم في تونس منذ عقود ولا تزال تفشل في إنتاج أجيال مسلحة بالعقل النقدي.... نخبة تمسك بالإعلام وتجعله فقط وسائط للتضليل وقصف العقول.... أكاديميون يجترون ابستيميات القرنين الثامن والتاسع عشر التي تُجمع الفتوحات المعرفية في كبرى جامعات إنتاج المعرفة اليوم أنها في أغلبها عنف ابستيمولوجي غربي تجاه ثقافات مجتمعات لطالما وصموها بالتخلف والهمجية مشرعين للغزو الرأسمالي الغربي استباحتها ونهبها وابادتها بضمير مرتاح…
أليسوا مكلفين بنشر التمدن في مواجهة البربرية بقاموس اللبرالي الأبيض..!!! أليس الغزو الرأسمالي الغربي مكلف بتحطيم نمط الإنتاج الشرقي البربري ونشر نمط الإنتاج الرأسمالي المتحضر في قاموس اليساري الأبيض!!!
واللي موش مفهوم زادة أنو أيمة مساجد ليس لهم من عدة عقدية غير الاستهلاك الكسول لفقه قرون خوالي لا قدسية له. مجرد اجتهادات بشرية لأزمنتهم.... كل استدعاء لها اليوم هو إساءة لها بوضعها في موضع العاجز عن الإجابة عن أسئلة مستجدة لبشر آخرين وأزمنة أخرى!!! كل استدعاء لها اليوم إنما للتضييق على حاضر بشر آخرين وحاجيات بشر آخرين في زمن آخر!!!
واللي موش مفهوم زادة أنو أحزاب جبانة تهرب من مسؤولياتها وتحرض قواعدها على التظاهر الغوغائي وشيطنة كل مختلف عنها في التفكير.... بل حتى في حقه في تمثل مختلف للإسلام ومقاصده!!!
اللي موش مفهوم أنو نخبة سياسية منافقة تدستر كون تونس دولة الإسلام دينها وتتنكر لتبعات ذلك!!!
الإسلام دينها معناها أنه أحد مراجع نظامها وقوانينها في إدارة المجتمع... فما بالك أن مجتمعها متمسك بالخضوع لتعاليم الإسلام!!!
الاستنساخ الغبي للعلمانية الفرنسية في علاقة بالمسيحية تضليل وجهل فضيع... المسيحية دين تبليغ ينظم علاقة الفرد بخالقه فقط.. لذلك مثلت الثورة العلمانية العظيمة ضد الكهنوت الكنسي انتصارا للمسيحية وليس إنتصارا عليها كما يهرف العلمانجي التونسي / العربي الجاهل المكلف بدعاية.
لو صحت علمانجية هؤلاء لكانت لهم شجاعة تجريد يهود تونس من تنظيم حياتهم مما تفرضه عليهم عقيدتهم اليهودية!!! فالإسلام واليهودية أديان تشريعية تنظم المجتمع ولا تكتفي بالتبليغ المنظم لعلاقة المخلوق بخالقه كما المسيحية.
المعركة ليست في فك الارتباك بين المؤمنين وعقيدتهم؛ وإنما في الإشتباك مع الفهم التاريخي البشري الذي يريد الكهنوت فرضه عقيدة مقدسة بدلا عن كلام الله. المعركة ليست بين علمانيين وإسلاميين. ولا هي بين مؤمنين وملحدين؛ فأكثر المتعصبين دينيا هم الملحدون دفاعا عما يعتقدون وينظمون حياتهم وفقه... نقاد الأديان ليسوا معادين لها بل هم متدينون جدد... بل قل متعصبون جدد حولوا آراءهم إلى أديان ناسوتية ومارسوا محاكم تفتيش ضمائر مخالفيهم تماما كما صنع ويصنع كهنوت اللاهوت…
المعركة في جوهرها معركة تأويلات...
معركة تأويلات أنسنية في مواجهة تأويلات متوحشة... تأويلات معركة حقوق حرية الإنسان في مواجهة حقوق الآلهة البشرية. التي مثل الاسلام ثورة معرفية وسياسية للإطاحة بها والتحريض على مقاومتها...
هل كان الفاروق عمر بن الخطاب معتديا على محكم القرآن عام الرمادة... هل كان معتديا على محكم القرآن ساعة التصرف في أرض سواد العراق!!! هل حرمان المؤلفة قلوبهم مما خصصه لهم القرآن من عطاء عدوان على الإسلام؟ هل كان وقف تعدد الزوجات عدوان على الإسلام؟ هل تجريم العبودية عدوان على الإسلام؟
هل وضع حد لزواج المتعة عدوان على الإسلام؟
هل التفريق بين النظام الإسلامي وفقه المسلمين عدوان على الإسلام؟ هل تجارب المسلمين وفقههم وفتاواهم حجة على الإسلام أم الإسلام حجة عليها؟؟؟
هل تقرير الحريات الفردية والمساواة من جوهر معركة الحريات والمساواة الديسمبرية المغتالة أم هي خضوع لتعاليم الإتحاد الأوروبي ومؤسساته المالية وامبرياليته الثقافية؟؟؟
هل الإصلاحات المجتمعية العميقة تأتي مرتبطة بإصلاحات سياسية وتنموية عادلة أم تأتي في تعارض معها وطمسا لها وبديلا عنها؟؟؟
نخبة ساقطة مأجورة مكلفة بدعاية... وكذا أيمة الإغتراب الزماني معاول هزم معارك في نبل النبوّات…