أول عناوين اهتمامنا بالشأن العام كان هتاف "فلسطين عربية لا حلول استسلامية". كان ذاك عام 82 ساعة غزا الصهاينة بيروت.... كنا أطفالا صغارا.... أغلب مطالعاتنا كانت عن فلسطين... كنا نضع أغلفة لتلك الكتب ونكتب فوقها عناوين قصص مدرسية لتضليل عسس قاعات المراجعة في معاهد التعليم....
أول اصطدام في الشوارع كانت شعاراته فلسطين.... علمونا السخرية من الساسة المنشغلين بمقاومة الاستبداد والاستغلال إذ لا صوت يعلو فوق صوت معركة تحرير فلسطين.... بلعنا الطعم وعشقنا انقلابات بيانها الأول فلسطين.... تابعنا خطاباتهم السنوية في الإذاعات ورتلناها ترتيلا.....
كنا نغني سرا وعلانية "الغضب الساطع آت وأنا كلي إيمان".... تواصل الحال عقدين من الزمان... وبدأ الشك يهد بنيان الإيمان..... مسيراتنا الحاشدة تنفيس عن النظام.... تصريف للاحتقان!!! لا والله ثمة خطأ ما ..... قال رفيقي: ننظم تظاهرة عن فلسطين في الكلية ونخرج سالمين ورفاقي "البوكت" يساقون إلى السجون لأنهم يقارعون خيارات السابع الفاشي العميل التابع!!!!
كان المنعرج منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي:
مقاومة خيارات التجويع والترويع والتبعية والتطبيع هي أرقى أشكال دعم المقاومة في فلسطين..... حوّلنا مسيرات دعم المقاومة في فلسطين إلى محاكمة لصانع جريمة سبعة نوفمبر....
كان الشعار زمن ملحمة الحوض المنجمي: "المبادئ لا تتجزأ من الرديف حتى لغزة". "يسقط نظام السابع فاشي عميل وتابع"..... حتى كان 17 ديسمبر.... الثورة على النظام الرسمي العربي رصاص في بنادق المقاومة.... ويستمر الاشتباك: مواطنة مقاومة لا استبداد ولا تطبيع......