أنتم أيها الوزراء والبرلمانيون والمنتخبون الخائبون وعلى يد أبناء الشعب هالكون، مهلا إن كنتم لا تعلمون سبب المظاهرات والإحتجاجات والإعتصامات كما تدعون طبعا شغلوا عقلوكم....
الشعب خرج للتظاهر ضد الفساد والإضطهاد وسلب الحقوق والمطالبة بحقه الشرعي ومطلبه الثوري الذي من أجله قدم من شبابه شهداء وجرحى، وقام بثورة أبهرت العالم وأيقضت حماسة بقية الشعوب المقهورة وأسقط أنظمة فمنهم من هرب مخلوعا و منهم من قدم للمحاكمة ذليلا ومنهم من تنازل مقهورا ومنهم مات مقتولا وكان عبرة لغيره من مصاصي دماء الشعوب و مغتصبي إرادتهم، و منهم من جلب الإستعمار لشعبة و دمر مدنها وهجرنسائها وسجن وسحل وقتل شيبها و شبابها، وقصف أطفالها بالأسلحة الكيميائية، وإن شاء الله سيتم كنسه و رميه في مزبلة التاريخ، ومازالت القائمة مفتوحة لهبات و ثورات أخرى تحرر العرب من جلاديهم و تمنح شعوبهم الحرية…
أيها السادة الشعب مل من كذبكم ووعودكم الزائفة... الشعب هو الذي رفع من شأنكم وأنتم لا تستحقون ذلك طبعا، لأنكم أخللتم بوعودكم و كذبتهم في عهودكم، أين الإصلاحات التي وعدتم بها الشعب؟ أين قراراتكم في خصوص محاربة الفساد؟ هل أنتم صادقون حين وعدتم الشعب بمحاربة الفقر و الفساد و المفسدون؟
لا طبعا ففي قرارة أنفسكم تعلمون أنكم فاسدون وبعيون الشعب مفضوحون، ودون جدوى تتمنون أن لا يتظاهر الشعب ضدكم لأنكم بدأتم تخافون من غضبه ومن شعاراته... ألم تعلموا يوما أنكم أمام الشعب ستحاسبون و في أول إنتخابات كورق توت ستتساقطون..... فمن أنتم، كما قال الديكتاتور المقبور... ألا تسالوا أنفسكم هذا السؤال، قبل الثورة، ألم تكونو إما مهجرين أو ملاحقين أو مسجونين، من منحكم حريتكم. طبعا الشعب، لكنكم خذلتموه.
ألم تسألوا أنفسكم كيف كنتم أثناء الحملات الإنتخابية، ألم تكونوا أقزام تقبلون من أجل التحيل على الشعب المسكين و سرقة صوته من أجل الوصول إلى "مجلس الشعب"... والشعب هو من رفع من شأنكم و اليوم أنتم عمالقة ونجوم ومشاهير بفضل الشعب و بفضله أنتم تقيمون في أفضل النزل و تركبون السيارات الفارهة، و تسافرون إلى كل بلدان العالم ... فلماذا تنكرون فضل الشعب عليكم، فهو الذي تفضل عليكم وأعطاكم الأصوات وأنتخبكم ليطلق عليكم فيما بعد إسم نواب الشعب. ألا تعلمون أن المسؤولية تكليف و ليست تشريف؟
تبا لكم حاسبوا أنفكسم لأن الشعب غاضب منكم وكرهكم، إنتصروا لقضايا شعبكم، فالشعب التونسي هو الذي رفع شعار- شغل حرية كرمة وطنية - فعارعلى عدة الحكومات مرة منذ الثورة والشعب مازال تحت خط الفقر، فالبطالة متفشية، وغلاء المعيشة لا يطاق، الشعب خرج في تطاوين و القيروان و كل المناطق المحتجة لأنه طفح الكيل، وفاض الكأس وكره وعودكم.
ألف عار عليكم يا سادة والشعب جائع و شباب معطل مل الإنتظار وكل يوم يرى بأم عينه أحلامه تتبخر و زهرة شبابه تذبل، و لم يجني إلا الوعود والكلام المعسول والمشاريع الوهمية وفرص العمل المضحكة المبكية من إبداعات معطر بجني الزيتون إلا عبقرية العذاري بفرصتي، وأخيرا و بالطبع ليس آخرا عقد الكرامة،… أين إصلاحاتكم و وعودكم بمحاربتكم للفساد، والشعب كل يوم يرى الفساد ينخر في كل الإدارات من الإجراءات البيروقراطية والجملة المعهودة "إرجع غدوة" أو فلان المسؤول في كونجي…
أما المستشفيات فسالوا أهالي قبلي و تطاوين عن الخدمات الممتازة وكم من إمرأة توفيت أثناء الولادة …و إسألوا أهالي سيدي بوزيد عن جودة الخدمات وكم ينتظر المواطن من أجل الظفر بموعد لإجراء تحليل و مرات يتوفى والموعد مازال….
إن الشعب ياسادة إنتخبكم من أجل محاربة ناهبي المال العام والذين يسيؤون إستعمال السلطة و من أجل تحقيق عدالة جبائية، و محاربة التهرب الضريبي، ومن أجل تطبيق مبادىء الدستور من تحقيق توازن جهوي وتحقيق العدالة الإجتماعية وإصلاح البلاد وتحقيق كرامة العباد……