من آخر السقطات الأخلاقية والسياسية لنظام الانقلاب أن ينعت قيس سعيّد معارضيه المعتقلين السياسيين منذ اعتقالهم بالإرهابيين دون انتظار أيّ حكم قضائي في الغرض، ويصف في المقابل ما وقع في الغريبة بجربة بـــ "العملية الإجرامية"، أي أنها مجرد جريمة حق عام !!!
وأتباعه وعدد كبير من التوانسة يبررون هذا الوصف الأخير أي تفادي استخدام "جريمة إرهابية" والاكتفاء بـــ "عملية إجرامية"، بأنه ضروري لإنقاذ الموسم السياحي لأنه لو وصف ما جرى في جربة بالإرهاب، سيهرب السياح في الصيف.
يعني : صفر (0) مبدئية، 0 نزاهة، 0 شفافية... لا شيء سوى الانتهازية... هات الفلوس برك وكيما جات جات، على حساب المبادئ، على حساب القيم، لا يهم... المهم : هات فلوس السياحة... مشاعر الضحايا لا قيمة لها، الحقيقة لا تَسوى شيئا عندنا...
لا والأغرب من كل ذلك، هو أنّ الناس الكل ولاو يفتيو في القانون... و يعاندو و يباققو و يشدو صحيح في أنها عملية إجرامية مش إرهابية بينما أنا اللي نعرف شوية القانون، أمتنع عن إبداء الرأي قبل التثبت في القانون والوقائع... والجوقة شادة صحيح : "لا، لا، مش عملية إرهابية"... بالضبط كيما اللي صار مساء 25 جويلية 2021 والأيام الموالية، الجوقة شدّت صحيح : "قيس سعيّد طبّق الفصل 80...". ثم اكتشفت بعد ذلك أنّ عددا منهم ما يعرفوش الفصل 80 من شنوا بالضبط، من أيّ قانون أو دستور... واللي يعرفو أنه الفصل 80 من الدستور، 99% منهم ما يعرفوش نصه...
راهي غلبة : ناس عاديين وصحافيين و كرونيكورات يتبّعو تتبيع، يشوفو الموجة وين ماشية و يركبو عليها… والموجة يبدو لي أنّ قيس سعيّد بمعية النخبة من أتباعه الخلّص، هوما اللي يحدّدو اتجاهها…
قالّو نزيه !