ماذا لو بمجرد انتهاء الانتخابات وتنصيبه رئيسا شرع الرئيس في تكوين حزب الرئيس واستقطاب جزء ولو يسير من آل 3 ملاين.. الذين انتخبوه.. واشتغل بشكل مهيكل ومنظم استعدادا لتنفيذ مشروع تعديل النظام السياسي عبر كسب الانتخابات البلدية والجهوية والتشريعية اي التغيير عبر الديموقراطية…
ألم يتكون الUMP في فرنسا هكذا..؟والنداء هكذا أيضا؟؟
لم لم يعتمد الرئيس لعرض رؤيته وخلق راي عام مساند على مئات الجمعيات التي كانت لتلبي دعوته لو شغل المؤسسات التي يسيرها.. لكنه اهملها (المعهد الدراسات الاستراتيجية.مثلا.)..أو نظم ملتقيات وندوات تضم أفضل المختصين بالقصر؟ بن علي فعل ذلك وكان في آخر عشرية ينظم ملتقيات في القصر استقطب بها عديد المثقفين..
الا يفهم ان المشروع السياسي ليس عجة تحضر في دقائق أو هو فهلوة بل هو نضال وحراك ومعاناة. وطول نفس...؟
الا يعلم أن عهدته القصيرة (5 سنوات) لا تكفي لتحقيق مشروع معقد َوغامض وغير ناجز ويفتقد الى آليات واضحة.. وأنه كان عليه أن يعد العدة لذلك عبر التأسيس للمشروع اولا...؟ لا نغير البلاد بأفكار واحلام.. بل بمشاريع قابلة للحياة..
الا يعلم أن المشاريع السياسية حلم جماعي يبحث عن شركاء وليست نزوات او شهوات فردية تبحث عن مريدين…
لو كان مؤمنا بالديموقراطية لسار على هذا النهج وابتعد عن هذا الanti jeu واللعب بالنغرة الذي يذكرني بالفرق التونسية التي تلعب وفق خطة تكسير اللعب...بسبب ضعف تشكيلتها…
هل يملك الرجل دواء الجرعة الواحدة حتى يحاول أن يرمي بتجربة 10 سنوات بعد الثورة بآمالها وآلامها وتراكماتها واخطائها ومنجزاتها (نعم حرية التعبير منجز تاريخي) وراء ظهره وهو الذي لم يكابد ولم يعان أكثر من بعض سويعات يجتر فيها نفس الدرس النظري لمدة 35 سنة امام بضع طلبة اغلبهم يدرس فقط بحثا عن شغل؟
هل بتلاعبه بعبارة هنا وهمزة هناك في الدستور سيغير وجه تونس؟ وماذا بعد ذلك؟ حكم عسكري مثلا؟ ولنسلم جدلا انه موفق في تأويلاته المفتعلة..الا يعلم أن التأويل لعبة يقدر عليها الجميع في أي اتجاه يريدون؟ وقد تنقلب عليه يوما ما؟
الأمر الايجابي الذي فعله هذا الرجل انه مكن من فرز من يحمل َثقافة الانقلاب ومن يؤمن بالديموقراطية حقيقة.. من يفكر بعقل انتهازي ومن يفكر في مصلحة الوطن قبل كل شيء…
الأمر الثاني انه كشف إلى أي درجة بلغ تخريب عقل ما يسمى بالنخبة المثقفة. أو جزء منها.. هذه النخبة التي تبين انها لا تتغذى الا من الأزمات... وتبحث عن الاصطفاف بمناسبة اول معركة... والاختفاء ثم الظهور عند اول منعطف...
هل يبيع هؤلاء مبادئهم وقيمهم وتشدقهم بالديموقراطية فقط لأن الرئيس ضد النهضة...؟ ماذا لو قالوا لهم ان راشد الغنوشي يشرب الحليب ساخنا كل صباح؟! هل سيشربون الشاي باللبن عوضا عن ذلك من هنا فصاعدا؟ أليس لهم حد أدنى من الاستقلالية الفكرية؟ هل هم عاجزون عن اختيار الطريق الثالث...؟ أم هم من جماعة منطق الثالث المرفوع مع الاعتذار لأرسطو؟
اختم بالأسئلة التالية:
هل يحمل هذا الرجل هم ارساء الدولة الاجتماعية الديموقراطية دولة المرفق العام؟ هل يبشر هذا الرجل الرافض للمساواة في الإرث بدعوى انها من آيات الاحكام (صرح بذلك قبل وبعد) بالدولة اللائكية المدنية العصرية؟ ماذا سيكون نصيب المرأة لو استحكم الأمر لهذا الرجل؟
كيف سيكون أمر سيادة الشعب على ثرواته مع من اعتبر الاستعمار حماية؟ وحرمة سيادة الدولة مع من يتباحث مع الاجنبي في الأمور الداخلية للوطن؟ كيف ستكون شفافية المعاملات المالية مع من أعلن عن محاولة اغتيال ثم اتضح انها من نسج الخيال دون أدنى ندم أو اعتذار أو حتى توضيح؟
ماذا لو.. وماذا لو...؟
الأمر يحتاج إلى شيء من الرياضة الذهنية…