في انتظار التأكد من موضوع محاولة الاغتيال... بصرف النظر عن صحته (ارجح عدم صحتها) اقول ان هذا لا ينفي ان الموضوع المتكرر تشوبه شوائب...ومصدره نفس الصفحة.. فالطرود البريدية تمر عبر عديد الأشخاص قبل أن تحط على مكتب الرئيس..علما وان .هذه المحاولة لو ثبتت فإن عقوبتها الإعدام..حسب المجلة الجزائية (الفصل 63)... وخطورة الأمر مزدوجة على حياة الرئيس ولكن على سمعة الدولة وسمعة مناخ الاستثمار.. لو تبين انها إشاعة...
ما يهمني ان هناك محاولات توظيف للرئيس بعلمه أو دون علمه...واخشى انه لا يتحكم في محيطه.. كما اخشى انه يطلق العنان لمردة لن يتمكن من السيطرة عليهم ولعله فقد السيطرة عليهم…
التغيير لا يتم الا عبر القانون و صناديق الاقتراع.. وعدم الرضا لا يعني قلب الطاولة…
الرئيس لما ترشح... ترشح لرئاسة الجمهورية ولم يترشح لرئاسة الحكومة... ويعلم ما في الدستور...من حدود...ولا يمكن أن نصل سدة الحكم بفضل دستور.. ثم نتنكر له...يمكن أن نعمل على تغيير الدستور وفق قانون اللعبة...
قيادة الدولة مسؤولية…وليست مشاريع فردية او شهوات.. أو عناد.. يجب قبول قواعد اللعبة….والعمل في إطار المؤسسات… و الانتقال الديموقراطي وصل نقطة اللاعودة ولا طائل من وراء التفكير العبثي…والقفز نحو المجهول… السياسة لعبة ديمقراطية… واللي يلعب ما ينغرش…
اي درس نوجهه للكناترية والعابثين و الفاسدين وبسطاء القوم ان القانون ليس مقدسا ويمكن تجاوزه و الاستهتار به.. هل نريد أن نقول للناس خالفوا القانون مادامت نواياكم مشروعة…وما دمتم حسني النية!!
الجهة المقابلة مثقلة بالأخطاء والفساد والتلاعب..بمصالح الشعب نعم.. لكن حذار من عقلية علي و على اعدائي…فلا شيء يعول عليه غير العمل المنظم و المسؤول…في نطاق الدولة…وحذار من عقلية معي أو ضدي… فليس مقدر علينا أن نختار بين الحنظل والعلقم…
لم نعد نميز للأسف بين النخبة وعامة الناس وعقول الجميع نخرها العقل الهدام وعقلية التدمير الذاتي… والكل يفكر بمقولة "ان شا الله تخلا"…
أتفهم ان للرئيس برنامجا أو لنقل أفكار عامة أو ربما "خواطر" انتخابية بقيت حبرا على ورق…هذه الافكار تستوجب برنامج عمل في إطار هيكل سياسي يكون حزبا بالضرورة… لا وجود لنضال سياسي خارج العمل الحزبي.. القائم على التعبئة و التكوين و النضال السلمي…ومراكمة النجاح والفشل.. و التجربة والخطأ..
لذلك انصح الرئيس بتكوين حزب حتى يقنع الناس بأفكاره ويطورها من خلال مناضلي الحزب ويعد نفسه للاستحقاقات الانتخابية القادمة واولها الانتخابات البلدية.. و الجهوية.. حتى يتمكن من فرض رؤيته في البرلمان القادم…ويحقق ما وعد به ناخبيه..
الرئيس قيس سعيد حصل على 19٪ من الأصوات.. البقية يجب أن ينساها فهي لم تصوت له بل ضد نبيل القروي… بقية ال3 ملاين ناخب انفضوا ومضى كل إلى غايته… وال19 ٪ من ناخبيه منهم من انفض عنه أيضا…ولا زال أمامه الوقت لتنظيمهم َوتنظمهم في إطار حزب وليس بالخطابات المتشنجة والظهور الغاضب في كل مرة (مازلنا ننتظر الابتسامة الأولى… وهي ضرورية للتواصل مع الشعب وطمأنته)..
سيد الرئيس البرنامج السياسي مشروع جماعي ينبثق عن هياكل و مؤسسات وحوار ووثائق ولوائح وخلافات… وتصالحات تنتهي برؤية جماعية وليست مغامرة وتبنتيرة.. كما نقول بالدارجة.. أو.. لعبة رهان…
جاك شيراك عشية فوزه على جون ماري لوبان سنة 2002 سارع بانتهاز فرصة التفاف الجميع ضد التطرف اليمين وتكوين حزب ليجمع به اكبر قدر ممكن من ال80٪ الذين صوتوا له ضد لوبان.. واسس حزب الرئيس( UMP حاليا الLR )وهو الحزب الذي رفع ساركوزي للرئاسة.فيما بعد..
سيد الرئيس لقد اضعت الكثير من الوقت…في الاهتمام بالحكومة وتشكيلها.. واخترت في النهاية بنفسك من أفسد عليك الحفل.. والآن عليك أن تستخلص الدرس وتشتغل شغل مدروس وعقلاني وتبتعد عن التسرع (إعلان عن محاولة اغتيال قبل تعهد الشرطة الفنية بالموضوع) وتشرع في تكوين حزب منظم…مع احترام الفصل 67 من الدستور (عدم تقلد اي مسؤولية حزبية)…
عليك أن تسترد دورك كرمز للدولة ووحدتها والا تتحول إلى خائض مع الخائضين في المعارك السياسية الرخيصة الذين جرجروك اليها…
ما ضر لو اخترت رئيس حكومة وتركته يمارس صلاحياته دون سعي إلى اختراق حكومته بتعيينات خلفيتها صداقات وزمالات ومصاهرات.. ثم تمنيت له النجاح وتركته يتحمل المسؤولية.. وفق الدستور…اذا نجح ..نصيبك من النجاح مؤكد واذا فشل… فلا لوم عليك…