ويعتقدون ان وزير الثقافة يجب أن يكون مختصا في الأدب... وله شهادة عليا في ذلك... والحال ان الثقافة هي نمط حياة يقوم على حيوية شعب قادر على الإبداع.. لا في الأدب أو الفن في أشكاله الكلاسيكية فقط (موسيقى شعر مسرح سينما) بل حتى في حياته اليومية (الحرفيون... والحرفيات...تجويد القرآن... الخ)..
لذلك من يتوزر الثقافة عليه أن يكون صاحب مشروع يعنى بالرقي بذائقة الناس وبانتاجهم اللامادي والروحي.... ويشحذ فيهم شغفهم بالفن والجمال.. وبان يجعل الثقافة بالنسبة للعائلة إحدى حاجاتها الأساسية كالكهرباء والماء... (ما يقوم به عدنان الهلالي في جبل سمامة.. عينة نجاح للمتابعة).
شعب بدون حياة ثقافية شعب ميت.. شعب تقفر مدنه ومسارحه 10 أشهر في السنة شعب لا حياة فيه... شعب لا يعرف يوم السبت سوى المطاعم.. ان استطاع إليها سبيلا.... شعب سيء المزاج....
وزير الثقافة يجب أن يحمل مشروع هدفه إيقاظ ما مات في الناس من حب الحياة وان يجعل الفضاء الثقافي فضاء حياة يعيش داخله المواطن المستهلك جزء من حياته اليومية... الثقافة ليست ترفا.. ولا قاعات عروض يحضرها "صفوة" القوم.
اختيار وزير ثقافة فقط لأن له دكتوراه في الأدب... و"مثقف" بالمعنى العلمي للكلمة...لا يعني شيئا. أشهر وزير ثقافة في فرنسا André Malraux لا يحمل اي شهادة... وعصامي التكوين... لكنه ملأ الحياة الثقافية في فرنسا…