من حسن الحظ ان حافظت تونس على احتضان قمة الفرنكفونية بجربة.. ومن حسن الحظ أيضا ان القمة تأجلت.. ولقد تكهنت بتاجيل القمة منذ صدور الأمر الرئاسي عدد 113 حول الصفقات العمومية الخاصة بالقمة.. والذي أكد ان الدولة غير جاهزة لوجيستيا لاحتضانها وهي قمة تتطلب اعداد لوجستي كبير ومعقد. .. وتعزز الشك في انعقادها في موعدها بعد 25 جويلية... لأن انعقاد القمة ليس عدفا في حد ذاته وإنما الهدف فك العزلة الدبلوماسية التي وجدت تونس نفسها فيها خلال السنوات الأخيرة…
يا جماعة... القمة الفرنكفونية مآلها التأجيل الحتمي سواء اشتغل على ذلك خصوم قيس سعيد ام لم يشتغلوا.. لم يكن اي شيئ جاهز للقمة...ولو تمت في موعدها لكانت لنا مواعيد مع الفضائح…
الم تفهموا لماذا أصدر الرئيس الأمر عدد 113 في آخر شهر أوت لإيجاد حل لموضوع عقد الصفقات المتصلة بالقمة والتي استحال عقدها قبل شهرين من القمة؟! وكيف ضمن بها إجراءات شبه مستحيلة لإنقاذ الموقف ومنها الزام مراقبي المصاريف العمومية بالبت في الصفقات في ظرف 24 ساعة!!!! وهو إجراء يبرهن على أن الدولة كانت في ورطة ولم تعد اي شيء للقمة…
تنظيم قمة.. ليس رئيسا يستقبل رؤساء الدول وهو يبتسم... انها حجز لتذاكر و لفنادق للوفود الأولى précurseurs قبل أشهر من القمة ثم حجز فنادق البعثات الرسمية.. ثم وضع نسيج أمني حسب عدد القادمين ووجهاتهم ومسالك مرورهم...واعتماد البعثات الإعلامية و الاتفاق مع وسائل الإعلام الناقلة للفعاليات.. و توفير المترجمين وقائمة الضيوف.. وتأكيد مستويات الحضور.. دون أن ننسى حاجة الأطراف المشاركة للوقت لتنظيم أمورها... ووووو هذا وما زلنا لم نصل إلى جوهر الموضوع... ثم ما هي مشاريع اللوائح والقرارات التي ستناقش ومخرجات القمة...كل ذلك يقع الإعداد له مسبقا.. هذه القمم هي تتويج لعمل معد مسبقا...
هذا الكل ما صار منه حتى شي…
يعني لو تمت القمة في موعدها باش ترصيلنا في عرس تونسي مخلوض.. الحجامة موش حاضرة و الفرقة عاملة حادث وكوستيم العروس موش حاضر…
يعني علينا أن نشكر مكتب المنظمة الذي انقذنا من فضيحة...و التأخير سيكون فيه فائدة.. للجميع... سنكون وقتها قد عملنا على تنظيم البيت الداخلي وحاولنا الخروج من حوار الطرشان...وارجعنا المسار الديموقراطي... و خرجنا من هذه الصورة البائسة... أمام دول ستحضر القمة وهي أفضل منا حالا بعد أن كانت في وضع لا تحسد عليه مثل رواندا وساحل العلاج وبينين... الخ…