الانتخابات التركية بينت ان الاسلام السياسي يمكن ان يذوب في الديموقراطية كحزب مدني محافظ متموقع في وسط اليمين...شرط ان تكون له برامج حقيقية يمكن للناخب ان يصوت لها او ضدها ..وليس مجرد شعارات…
كما برهنت على انه يمكن للاحزاب التقدمية واليسارية ان تخوض المعركة السياسية مع الاسلاميين بشرف ..وان يفوزوا (حصل ذلك في الانتخابات البلدية ) ...او يخسروا بكرامة ..حيث فرضوا دورة ثانية على اردوغان في 2023...بعد ان فاز من الدور الاول في 2018..
عقلية الاجتثاث والاستئصال لا تنفع مع اي تيار سياسي ولو كان اقليا ... الديموقراطية لعبة يجب ان تلعب بشرف وشجاعة الفرسان و"بروح رياضية" شرط ان تتوفر لها الضوابط القانونية والاخلاقية اللازمة…
في تونس ما افسد العملية الديموقراطية هو غياب هذه الضوابط ..سواء كانت قانونية (التمويل) او اخلاقية (استغلال فقر الناخب)...فعول كل طرف على قدرته على المخاتلة والتلاعب ...فيما هياكل الرقابة والتعديل تتأمل في حالة عجز ..
تركيا برهنت على ان الديموقراطية في مجتمع مسلم ممكنة ...بالرغم من انه مجتمع منقسم ... لم يقع المساس من علمانية الدولة التركية في اي وقت رغم وصول حزب اسلامي الى السلطة…
الدرس موجه للإسلاميين والليبراليين واليسار على حد سواء... الاتراك يقولون للعرب "الديموقراطية ليست جربا علينا ان نتحاشاه كما نتحاشى الطاعون"..وهي ايضا ليست وسيلة يجب استعمالها للوصول الى السلطة باي ثمن وبأي وسيلة…