حول التجاوزات الأخيرة

Photo

مؤلم مشهد تواتر الفضائح لقيادات حزب نداء تونس وانشغال عدد كبير من الفاعلين بمواضيع مجالها الطبيعي المحاكم وليس أن تصبح هي الطاغية على المشهد العام وتسئ بشكل بالغ لصورة البلاد.

جزء كبير مما يحصل اليوم هو تصفية حسابات واقتتال بين المجموعات المتناحرة داخل نداء تونس ولكنه يمثل اهانة بليغة للدولة وسمعتها وهذا ما كنا نخشاه جميعا -

لقد توقعنا هذا عند تأسيس هذا الحزب وحذرنا من خطورة الأساليب المعتمدة للوصول للسلطة ويؤلمنا الان أن تتطور الأمور بسرعة فائقة بالاتجاه الذي كنا حذرنا منه أكثر من مرة . ان الأمر يستدعي دق ناقوس الخطر ويستوجب من الجميع الانتباه إلى ما تقتضيه مصلحة البلاد، والإبقاء على الخلافات في بعدها السياسي، وإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان بعيدا عن التلاعب بمصالح البلاد وسمعتها.

الخطورة الأكبر هو أن يتطور الخلاف وأن تستعمل أساليب أكثر ايلاما ودموية وعنف ولا يلوح بأن المعركة ستضع أوزارها قريبا لهذا وجب التصدي لهذا السلوك خاصة وأن البلاد تعيش ظروفا اقتصادية مزرية وأوضاعا أمنية متردية وعلاقات إقليمية مرتبكة بسبب التوجهات غير الواضحة للسياسات الخارجية وغياب لأستراتيجية حكومية موحدة في المجالات الحيوية .

ان العالم يرقبنا والعدو يترصدنا والصديق يتألم لوضعنا وشعبنا تائه وحائر وشبابنا لا حيلة له وأصبح متعلقا بالأوهام لينسى الواقع المؤلم الذي يعيشه.

ولإيقاف النزيف والإساءة للشعب والبلاد وحتى يتم التأسيس لمسار ديمقراطي سليم أقترح الخطوات العملية التالية


• اذا ما تأكد ما نسب لرئيس الحكومة السيد يوسف الشاهد من كلام بذئ وسلوك غير سوي في حق الدكتور منصف المرزوقي والمرحومة والدته فالأفضل له المسارعة بالاعتذار أو الاستقالة وهذا ما يقدم عليه أي رجل دولة مسؤول في نظام ديمقراطي .

• هناك حاجة أكيدة لمساءلة النواب الذين تعلقت بهم شبهات فساد مالي وأخلاقي في جلسة مغلقة واتخاذ ما يلزم من تدابير لردع المخالفين ولارجاع ثقة المواطن في مؤسساته وممثليه.

• الحزم في تطبيق القانون على الجميع والبدأ بإجراءات ملموسة تؤكد رغبة الدولة في القضاء على طاعون الفساد .

• لعل تنوع وغرابة الفضائح المعلنة تبين انعدام الاخلاق و القيم عند بعض الشرائح الاجتماعية وتؤكد الحاجة الماسة اليوم لإصلاح المنظومة التربوية بما يتماشى والدستور الجديد للبلاد وترسيخ قيم الفضيلة والرقي وكذلك دعم الثقافة الهادفة بما يساهم في بناء الانسان المتحضر والمستنير .


أنور الغربي :حقوقي ومستقل سياسيا - مستشار سابق لدى رئيس الجمهورية

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات