ليس واضحا سبب غياب أو تغييب أوتجاهل السيد الطيب البكوش الأمين العام الحالي للأتحاد المغاربي فالجميع يدرك ألأهمية الستراتيجية للأتحاد ومع ذلك لازلنا ننتظر تنزيل الرؤية التي تم التوافق على خطوطها العريضة خلال السنوات الماضية ولا ندري سبب الجمود في الأداء الحالي .
فمكافحة الفقر وانعدام الأمن ومحاربة التهميش و البطالة لملايين من الشباب المغاربي كلها مشاغل مشتركة تم اعداد دراسات معمقة حولها كما ان الدراسات الاقتصادية التي تم انجازها خلال السنوات الأخيرة تشير الى ان التكامل سيمكن كل بلد مغاربي من اضافة ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الاجمالي.
لتحقيق التكامل الاقتصادي المغاربي وجب التركيز على أوليات كتبنّي خطط تكاملية في القطاعات ذات الأهمية كالزراعة والنقل والموصلات البنية الاساسية البرية والحديدية، تنسيق السياسات المغاربية فيما يتعلق بالقطاع المالي والنقدي والمصرفي والإصلاح الضريبي والجمركي، دعم شركات الإنشاءات الصغرى والمتوسطة، انشاء منطقة تبادل حر تنسق مع منطق الفضاء الإقليمي العربي والإفريقي وكلها ملفات حولها اتفاق مسبق بين البلدان المغاربية الخمسة.
ان الدول المغاربية تملك من مقومات التكامل ما يجعلها قادرة تحسين قدراتها الإنتاجية بما يمكنها من استخدام امثل لمواردها. فبالإضافة الى وحدة الدين واللغة والإرث الثقافي والحضاري، يستحوذ المغرب العربي على ثروات طبيعية متنوعة. فالمغرب وتونس تمتلكان إمكانيات زراعية وسياحية هائلة، وتمتلك موريطانيا الفوسفاط والحديد، ناهيك عما تمتلكه الجزائر وليبيا من احتياطات هائلة من النفط والغاز. كما يضم المجتمع المغاربي شريحة كبيرة من الشباب المتعلم القادر على الانتاج.
لابدّ أن نشير هنا انه رغم اتساع السوق المغاربية الى حوالي 90 مليون نسمة فان المبادلات التجارية لم تتجاوز نسبة 4% من مجمل المبادلات مع الخارج، في حين وصل حجم المبادلات التجارية بين دول الاتحاد الاوروبي 60%، ودول جنوب شرق اسيا الى 22%،ودول امريكا اللاتينية 15%