دونالد ترامب : شراء ولاء الدول وابتزازها وتهديدها

Photo

لا شَك أن السلطة الفلسطينية ومن ورائها الفصائل والشعب الفلسطيني كافة حققت مكسب جديد وربحت التحدي من خلال تَصويت أكثر من ثُلثي أعضاء الأُمم المتحدة إلى جانب مشروع القرار الذي يُدين تَهويد القُدس ألمحتلة ونَقل السّفارة الأمريكيّة إليها كما يعتبر انتصار كبير للدول العربية والإسلامية التي حضرت ودعمت بقوة القمة الإسلامية في اسطنبول.

ان هذا القرار يعتبر نقطة تَحوّل مهمة جدا لصالح القضيّة ألفلسطينية خاصة وأنه جاء بعد حملة غير مسبوقة في تاريخ الدبلوماسية الدولية قام بها دونالد ترامب و الذي لم يتوانى في استعمال لغة عنيفة ومبتذلة لتوريط بلاده في فضيحة دولية من الحجم الكبير.

فلم يسبق أن عرفت أروقة الأمم المتحدة الإعلان وبهذه الوقاحة جهارا عن شراء ولاء الدول وابتزازها وتهديدها علنيا برفع المعونة عنها اذا لم تصطف خلفه وبالتالي تكون متورطة معه في مخالفة القانون والشرعية الدولية.

يقول مطلعون بأن جاريد كشنر "صهره الذي مكنه من كل الصلوحيات لانجاز الصفقة الكبرى" مازال لم يدرك بعد أن بقاء اسرائيل مرتبط مباشرة بالدول والجهات التي وجه اليها ترامب تهديده وهي بالأساس الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية.

كما أن الرئيس ترامب بتصرفه هذا يجعل شعوب المنطقة كلها تتساءل عن مقابل ومائلات مئات المليارات التي اخذها او وعده بها بعض حكام دول الخليج والذين صوتوا ضد قراره الجائر والغير قانوني.

ان هذا الخيار الفلسطيني والذي أصبح مدعوم بشكل غير مسبوق بإرادة دولية يجب أن لا يتوقف في منتصف الطريق ووجب دعم المُقاومة بأشكالِها كافّةً وأولها تشجيع مبادرات المقاطعة ومراجعة الاتفاقيات التي لا تخدم مصلحة القضية وهذا من شانه أن يشجع الآخرين دول وشعوب على الابتعاد تدريجيا على المحور الخطير الذي يتشكل لقيادة العالم نحو الصدام والخراب ويحافظ على القدس وفلسطين ويترك فرص حلها للأجيال اذا كانت موازين القوى الحالية لا تسمح بحل يرضي أصحاب الأرض الشرعيين.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات