بعد إنتظار لأشهر، أصدر معهد الإحصاء الوطني بتونس (INS)، منشور أولي على عدد الوفيات في 2020.
منشور قيم وهم مشكورين على ذلك لو أنني حبذت أن ينشروا في نفس الوقت عدد الولادات أيضا التي هي أيضا ينتظر أن تتراجع بسبب الأزمة الأشهر القادمة وربما ولادات جانفي ستعطينا فكرة أولية على تأثير الجائحة على عدد الولادات (تشهد أوروبا حاليا تراجع لعدد الولادات يصل إلى 20% تسع أشهر بعد الأزمة الصحية).
الخلاصة هي أن:
- عدد الوفيات تراجع في تونس في الفترة بين جانفي و أوت 2020 بنسبة 5% وذلك أساسا لتراجع عدد الحوادث و نجاح البلاد في السيطرة على فيروس كورونا في الموجة الأولى. 2500 وفاة أقل من العادة.
- منذ سبتمبر 2020 إلى جانفي 2021 سجلت البلاد أعلى أعداد وفيات شهرية منذ عقود بإرتفاع عدد الوفيات ب 60% في أوج أزمة الكورونا في أواخر أكتوبر 2020 و بداية جانفي 2021 أي 100 وفاة إضافية في اليوم في ذروة الأزمة.
- عموما إحصائيات الوفيات جراء الكورونا التي تنشرها يوميا وزارة الصحة كانت شفافة ولم يكن عدد الوفيات جراء الفيروس أكثر من الأرقام الرسمية و هذا يظهر أن الدولة و الحكومة التزموا بالشفافية تُفتقد في عديد الدول المماثلة، الفضل يعود إلى مصالح وزارة الصحة. هذا هو الخبر السار الأهم فإنه رغم أن إحصائيات الإصابات أقل بكثير من الواقع فإحصائيات الوفيات لم تكن منقوصة كما كنت متخوف.
- إذا سلمنا أن نسبة الوفيات هي 0.5% من الإصابات عموما و عدد الوفيات هو 8500، هذا يعني أن عدد السكان الذين كونوا مناعة بالعدوى يناهز 1.7 مليون أو 15% إلى 20% من السكان كأقصى تقدير مما يجعل إحتمال موجة جديدة كالتي تشهدها الأردن حاليا كبير، الحذر واجب.