إجتمع في الأيام الماضية مجلس إدارة البنك المركزي الليبي بعد سنوات من عجز هذه المؤسسة عن إدارة القطاع المالي و البنكي في الشقيقة ليبيا بسبب إنقسام البلاد و قرر تحديد سعر صرف جديد للدينار الليبي مقابل الدولار من 1.4 دينار ليبي مقابل الدولار إلى 4.48 دينار مقابل الدولار، نضريا هذا يعني تدهور كبير لسعر صرف العملة الليبية لكن الحقيقة ليس كذلك كما أفسر لاحقا، من جهة أخرى إرتفع إنتاج النفط في ليبيا إلى مليون برميل يوميا في الأسابيع الماضية بفضل إستقرار الوضع الأمني.
عامة الليبيين لم يكن لهم القدرة على شراء الدولار بالسعر الرسمي المحدد من البنك المركزي (1.4) و كان سعر صرف الدينار الليبي في السوق السوداء، و هي السوق الرسمية لعامة الشعب، دولار أمريكي مقابل 6.35 دينار ليبي. بعد هذا القرار إرتفعت قيمة الدينار الليبي سريعا في الأيام الأخيرة ب 20% في السوق السوداء.
مقابل الدينار التونسي، كان سعر صرف الدينار الليبي في بن قردان 1 دينار ليبي تساوي 0.65 دينار تونسي قبل أزمة كورونا و تدهورت قيمة العملة الليبية إلى 0.45 دينار تونسي كل هذا الصيف و الخريف لما كانت الحدود مغلقة. في الأيام الأخيرة، و بعد أن إجتمع البنك المركزي الليبي و أخذ قرار الصرف الجديد الذي يبدأ تنفيذه مطلع هذه السنة، إرتفع سعر صرف العملة الليبية مقابل الدينار التونسي ب20% في بضعة أسابيع حيث يتداول الآن 1 دينار ليبي مقابل 0.56 دينار تونسي مقارنة ب 0.45 قبل فتح الحدود مع ليبيا.
إرتفاع سعر صرف الدينار الليبي و إستقرار البلاد سيشجع الليبيين على القدوم إلى تونس و يحفز الصادرات التونسية خاصة بعد تراجع أسعار عديد المواد الغذائية في تونس.
كما ترون خلال الأزمة إرتفع سعر صرف الدينار التونسي كثيرا مقابل الدينار الليبي و الجزائري و الليرة التركية و أنا أعتبره شخصيا من العراقيل أمام رجوع نسق نمر سريع في تونس، على الأقل الأمور تحسنت نسبيا من الجانب الليبي و هو الأهم بالنسبة لتونس و لكن سعر الدينار التونسي ما يزال أعلى ب 15% من قبل الأزمة.