هناك عديد نقاط التشابه و لكن عديد نقاط الإختلاف. الأزمة الإقتصادية مازالت تتعمق في تونس و لكن لن تكون بنفس الحدة في لبنان.
لنبدأ بنقاط الإختلاف:
-السياسة النقدية: الليرة اللبنانية هي رسميا pegged للدولار مثل ليبيا و دول الخليج و مصر سابقا وهذا يعني أن سعر صرف العملة لا يتغير مقابل الدولار بتدخل من البنك المركزي رغم أن إقتصاد لبنان مختلف جذريا على الإقتصاد الأمريكي… هذه السياسات النقدية (peg) تعطي نوعا ما من الإستقرار في الأول ولكن تجعل التغيير و تأقلم الإقتصاد صعيب جدا، الأسعار و خاصة أسعار صرف العملات هي تساعد على تعديل الإقتصاد فإذا وضعت في مستوى بعيد جدا على مستوى equilibrium تعمق الخلل (عجز خارجي كبير ونقص في القدرة التنافسية مع الدول الأخرى).
- القطاع البنكي اللبناني كان كبير جدا مقارنة بحجم الإقتصاد و هذا مربوط بالنقطة الأولى، حجم القطاع البنكي في لبنان مقارنة بالإقتصاد خمس أضعاف الحال في تونس و كان مهمته جلب ودائع اللبنانيين بالخارج و الغير مقيمين بالدولار وإقراضها للبنك المركزي بسعر فائدة كبير كي يظهر البنك المركزي اللبناني أن له إحتياطي عملة صعبة كبير ليدافع على ال peg، يعني هذا كله Ponzi scheme بين البنوك و البنك المركزي، حيث كان البنك المركزي اللبناني يدفع نسب فائدة مرتفعة لتودع البنوك اللبنانية العملة الصعبة له، هذه العملة الصعبة يبيعها البنك المركزي ليدافع على سعر الصرف لما شحت الإستثمارات الأجنبية و ليواصل البلد الإستيراد، كان البنك المركزي اللبناني يسجل خسائر فائقة وله طريقة غير معهودة لإصدار قوائمه المالية.
-أكثر عرضة للمشاكل الأمنية و السياسية في الشرق الأوسط.
-إقراض البنك المركزي الدولة مباشرة بنسب فائدة منخفضة لتمويل 2/3 عجز الميزانية من الدين من البنك المركزي في السنوات الأخيرة في حين إلتجأت تونس لهذه السياسة في 2020 فقط so far.
-حجم ديون الدولة و كلفة الدين في مصاريف الميزانية أكبر بكثير في لبنان.
-إستعمال كبير للدولار والأورو في المعاملات الإقتصادية و المالية المحلية و هو شبه منعدم في تونس.
نقاط التشابه:
-سيطرة بعض العائلات على الإقتصاد.
-سلطة سياسية منقسمة و توازن قوى هش.
-عجز تجاري هام (عجز أكبر في لبنان).
-التعويل على قطاع السياحة المعرض كثيرا للأزمات الأمنية.
-نفس الديموغرافيا و تراجع كبير للولادات مقارنة بالدول العربية الأخرى، يترتب عنه عجز كبير لأنظمة التقاعد (الحالة أتعس في تونس من هذه الناحية).
- التعويل على تحويلات المهاجرين لكن طبعا لبنان لها diaspora أكبر.
- سياسة دعم غير مستدامة و خسائر مرتفعة في الشركات العمومية.
طبعا يمكن إضافة عديد نقاط التشابه و الإختلاف ، حاولت جرد أهمها سريعا.
تونس في نفس الطريق من ناحية عدم قدرة السياسيين على الإصلاح و تفاقم الدين و العجز في المالية العمومية لكن نسق التدهور أقل حدة في تونس وحجم ajustement اللازم أقل بكثير في تونس، يعني لن يتراجع سعر صرف الدينار كما يحدث في لبنان فكمية الخور في النظام المالي في لبنان لا تشبه تونس بتاتا رغم تحذيري المتواصل أن إحتياطي العملة الصعبة في تونس ضعيف وهو سلبي إذا طرحنا الدين الخارجي القصير المدى لكن الوضع في لبنان أتعس برشة.