إنتهى تقريبا موسم حصاد الحبوب في تونس، بعد توقعات بصابة قدرتها وزارة الفلاحة ب 18 مليون قنطار، وقع تجميع إلى حد الأسبوع الماضي 6.7 مليون قنطار فقط، ديوان الحبوب سيجمع تقريبا بين 7.5 و 8 مليون قنطار مقارنة بإستهلاك يقدر ب 33 مليون قنطار من القمح الصلب و اللين و الشعير.
حسب تقديري صابة السنة بين 9 و 10 ملايين قنطار نظرا إلى أن كميات من الشعير لا يجمعها ديوان الحبوب (1.5 مليون قنطار حسب تقديري) و مع إحتساب الزريعة السنة القادمة و الإستهلاك الذاتي للفلاحة. الإكتفاء الذاتي من القمح الصلب سيكون 55%، القمح اللين 2%، الشعير 20%. الإكتفاء الذاتي الجملي أقل من 30%، يتواصل التراجع.
طبعا في نفس الوقت مازالت صفحات مظللة تقول أن تونس حققت صابة قياسية او أن الإكتفاء الذاتي من القمح يمكن تحقيقه في 2023. مستحيل.
أسعار الحبوب في الأسواق العالمية تراجعت نسبيا من مستوياتها القياسية في الشهر الماضي مع بدء موسم الحصاد في أوروبا و روسيا، لكنها تبقى في مستويات عالية نسبيا.
مصر أكبر مورد للقمح اللين في العالم، إغتنمت التراجع الظرفي للأسعار و إتقنو تقريبا مليون طن من القمح في أسبوع واحد (10% من حاجياتهم السنوية، حاجيات تونس لسنة كاملة) بعد أن قلصوا كثيرا من توريد الحبوب بعد حرب روسيا على أكرانيا و استهلكوا نصف مخزونهم الإستراتيجي، في نفس الوقت يتواصل توريد تونس لكميات أقل من حاجيات البلاد من الحبوب ب 20% مقارنة بالسنة الماضية كطريقة لتقليص كلفة الدعم و تقليص الإستهلاك مع إتهام الإحتكار تظليلا لغير متابعي الأرقام و في انتظار هبات جديدة من أوروبا أو اليابان لتسديد فاتورة التوريد التي لا تقدر ميزانية الدولة على دفعها.
ربي يقدر الخير. قطاع الحبوب في تونس في حاجة لقرارات شجاعة في العمق من الإنتاج إلى الإستهلاك، لكن لا أرى ذلك في ظل المناخ الحالي الذي لا يقدر حتى على تشخيص المشاكل قبل حتى أن يلقى الحلول.