الى اين يا عرب؟

Photo

يصدمنا الواقع بتطوراته المفزعة وسطوته خاصة عندما يكشف اعدائنا عن وجههم الحقيقي فهم لا يساومون ولا يتخلون عن مقاصدهم ومصالحهم هم يقظون مترصدون مستعدون لتحقيق ما يخططون له.

ويبقى العرب هم الغمر والسذج بلا اهداف ولا غايات ينسون تاريخهم وأحزانهم وأوجاعهم فهم قد تكيفوا مع اوضاعهم المأسوية فما عادوا يرومون صعود الجبال ولا هم صفعة العدم المنتصر فهم اقرب الى ظاهرة صوتية فلا تحس لهم ركزا ولا انجازا ولا انتصارا لقيم ولا تجذيرا لمبادئ فلا عدل ولا عمران ولا كرامة فقد غابت الشجاعة وسلبت الارادة. فقدنا زمام امورنا واضعنا بوصلة لتوجهنا ان كان لنا توجها اصلا..

عدونا يصيبنا في مقتل ونحن نندد ونشجب ونترقب منه ان ينصفنا تقمصنا دور الصرار في حياتنا العملية ولعب دور النملة في جهده وعمله فمن نلوم؟ فاذا لم نكن نحن من يقود معركة الكرامة والنصر فلنكن لهيبها وسعيرها لنبني جيل المواجهة والنصر.

ولكن هل نحن سائرون نحو الهدف؟ هل هناك مؤشرات النصر لمستقبل قريب او بعيد نسبيا؟ هذا ما يحزن القلب فالعدو يحقق اهدافه ويرسم خططه تحت جناح الظلام وفي وضح النهار والعرب نائمون مسبتون لا وجهة ولا توجه نحو الهدف.

انه الوهم الكاذب والغرور وحالة الانبساط والاسترخاء ذكرنا المتعجرف ترامب بحقيقتنا وداس على جراحنا بحقده الصليبي وعنجهيته المقيتة فالعرب وأهل الديار امامه كغثائ السيل وهو ومناصريه كالأكلة امام قصعتهم فمن يهابون وهم الملتهمون المفترسون.

حسبنا الله ونعم الوكيل لمن باع القضية ولمن تاجر بها وما اهمه هم الامة ولا حزن لآلامها وجراحها ومصائبها تعاون مع المستعمر وما خبر وجهه القبيح المتخفي وراء شعاراته ومبادئه الديمقراطية وحقوق الانسان فهي دثاره ولنا اكفان يطرزها لنا متى قدر لنا مزيد التقهقر والفنائ فكل ماسينا وحروباتنا تشهد على اتقانه دور الجلاد والجزار والقابر لأحلامنا والقاتل لديننا وتراثنا وأهلنا شيبا وشبابا.

فما بال ذاكرتنا قد ضعفت وأصاب عزيمتنا الوهن وانطمست بصيرتنا فخلنا العدو صديقا وهو الماكر في افعاله الماهر في اقواله فهل تنطلي علينا حيله وننسى اصله وعقيدته؟ هو يعتبر امتنا خارج مدار الحضارة وعليه اغتصاب الارض وانتهاك العرض وإخراجها من دائرة الفعل والتأثير نهائيا لتكون امة خاضعة منقادة عاجزة.

فهل نقبل هذا الموت الأسود ومازالوا يكيدون ويسقطون معانينا وينتزعون بذور نهضتنا ويسرقون امال وأحلام اجيالنا لنعيش بدون مستقبل في حاضر مهزوم. فهل نعي درسنا القاسي وطوراق الزمن ام نواصل السبات؟

لنعي حقيقة واصل الصراع :

عقيدة صليبية متخفية بدثار الديمقراطية وحقوق الانسان تدافع عن مصالحها وتحارب ديننا ظاهرا وباطنا في جنح الظلام وفي وضح النهار لكي لا يعلو ويعيد امجاد الامة وتبقى امتنا مهزومة منكسرة بلا معنى ولا روح سهلة القيادة سلسلة في الانصياع والخضوع وينتهي امرها الى الابد مع جيل فاقد لدينه غير واعي بتراثه وتاريخه "يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم".

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات