يا سيادة الرئيس، هناك طريق إلى الجنة أيسر عليك من الشهادة وكأنك مسلم بين كفّار، يكفي أن تتذكر قول الرسول صلى الله لمن قال له أوصني: لا تغضب..ورددها مرارا.
يا سيادة الرئيس، إن كل ظهور لك لا يحمل الى الشعب الا طاقات سلبية، شعبك الذي هو في أمسّ الحاجة لأي طاقة إيجابية تخرجه من حالة البؤس قبل 25 جويلية وبعده، ولكنك لا تفعل الا مراكمة همومه بخطاب متشنج عنيف تقسيمي، خطاب يفرّق ولا يجمع، يخيف ولا يطمئن.
يا سيادة الرئيس، أعلم أنك لا تسمع الا طنين رأسك ولا يحكمك الا منطق الحوار الداخلي وتتصرف وكأنك حق مطلق، فأرجو أن تتواضع وتحاور نفسك على الأقل ( فلا أحد يستحق محاورتك كما نرى، حتى مسانديك) ولعلك تفهم عندها أنك لست معصوما ولا يوحى اليك، وتعلم أن مشروعك السياسي ليس من المعلوم من الدين بالضرورة ولا من بداهات العقل.
يا سيادة الرئيس، اعرض بضاعتك في سياق سياسي طبيعي ولا تحاول فرضها بمنطق الإكراه، وخلّ بينها وبين الشعب( كل الشعب) فإن ارتضاها الناس لأنفسهم فقد بلغت ما في نفسك، وإن ردوها فلست أفضل من الأنبياء الذين كُذّبوا، وإن كنت ترى نفسك في مقامهم فادع الله علينا مرة واحدة ليهلكنا كما أهلك الذين من قبلنا... ولكن، بالله عليك لا تواصل تعذيبنا بخطاباتك التي لن تكون عاقبتها الا احترابا أهليا وخرابا لن يستثني أحدا.