مساء امس كان سهرتي الادبية الجميلة لاستقبال الرواية الجميلة الثانية للكاتبة الجميلة ليلى الحاج عمر في فضاء les galets الموجود على شارع فلسطين الجميل بجانب الاذاعة الوطنية ذات التاريخ العريق الجميل نظمتها جماعة موقع* الزراع * الاليكترونles semeurs...
.......وقدمها للجمهور الصغير الجميل الباحث عن كلمة جميلة في اجواء جميلة تنشطها بعض لحظات موسيقية جميلة قدمها الكاتب والمؤرخ الصديق الجميل محمد ضيف الله بلغته السلسة الجميلة .. ..
وان اذ اكثر هنا من استعمال كلمة جميل فذاك مقصود بذاته لان الرواية جميلة في المطلق فكيف اذا كان جمال الثورة التي انطلقت منها كبيرا مشعا مستقرا في القلوب المتلعة بالإخلاص للوطن ومرتبطا وبعقل ثائر ..وكاتبته عودتنا بصعق كلمتها من اجل رفعة الوطن وإنجاح ثورة شعبه.
والرواية المحتفى بها في السهرة عنوانها غريب جميل هو *سوبرنوفا عربية* تطرح في لغة روائية شعرية صورة عن ثورات الربيع العربي الجميلة التي سرقتها الانظمة العربية الفاسدة ومعهم الاوباش من خدمها وعملائها ..بما يعني انها رواية تبحث في الثورة .وتضاف الى ادب الثورة الذي تعزز في السنوات الاخيرة..وهي تواصل مع روايتها الثورية الجميلة الاولى *برزخ العشاق *…
والسؤال الاول الذي يتبادر الى الاذهان هو ما معنى ""سوبرنوفا عربية ."".عنوان الرواية... لنفهم اولا كلمة سوبرنوفا .
في الصفحة الاولى ما قبل نص الرواية نقرا :
" السوبرنوفا هو حدث فلكي يحدث خلال المراحل التطورية الاخيرة لحياة نجم ضخم ..ويتمثل في انفجار نجمي هايل يقذف فيه النجم بغلافه في الفضاء عند نهاية عمره ويؤدي ذلك الى تكون سحابة حول النجم براقة للغاية ..وخلال هذه الوفاة الناسفة ..ينثر النجم القديم العناصر الكيميائية كالهيليوم والكربون والاوكسيجين وغيرها من العناصر في مناطق جديدة من الكون فتهئي لولادة نجوم جديدة "
عندما نقرا هذا التعريف ..ماذا يمكن ان نفهم..؟!
واضح اننا ندخل عالم الرواية برؤية متكاملة ..لا تنقصها إلا سرد القصة والتفاصيل ..هي الثورات العربية اذن تتم مقارنتها بالانفجارات في النجوم...والاغبرة ..و المخاطر في الكون ..هي الفوضى العارمة اثر الثورات ..والولادة الجديدة للنجوم اثر هدوء الفوضى والغبار الحثيف الذي يغطيها انما هي الامل الذي تحمله الكاتبة ليلى الحاج عمر في اعماقها ...يتمثل في ولادة جديدة للوطن العربي بعد متاعب المخاض والانفجارات والمؤامرات …
وحسب الاستاذ محمد ضيف الله فان الكاتبة صاغت روايتها في شكل اسطورة ..بلغة شعرية ..وأسلوب شيق يزخر بالخيالات التي تفترضها الاسطورة وتستبطنها طريقة سردها.. …..
الرواية هي رؤية مثقفة من عل للمجتمع الثائر الذي يعرف متغيرات كثيرة ..وترقبات عديدة وتخوفات مختلفة و مصالح متضاربة بعضها قذر ..وعندما نقول رؤية من عل لا نعني لذلك متعالية انما هي رؤية فوقية من الكون من اجل تن تكون المساحات واضحة والتحركات في مرمى العين تسمح بالفهم والمتابعة والملاحقة .
وفي اعتقادي ان هذه الرواية هي تواصل مع الرواية الاولى *برزخ العشاق * وان اختلفت طريقة الرؤية وأسلوب الحكي فالبطل الثوري يحكي عن الثورة التونسية بعد ان يقتل هو في بداية الثورة لأنه ثوري بحق وبعيد عن التجاذبات والمصالح وهو يعرف اسرار المعارضين الذين تحولوا فجأة من انبياء الثورة الى شياطينها ..ويدفن الشهيد البطل مع المجهولين ..مما جعله قادرا على رؤية العالم المتحرك بثورة عارمة متواصلة جماهيريا ومقتولة لدى السياسيين وأوباش النظام القديم…كان اذن يتابع الحراك من قبره اي من تحت الارض ..
والرواية الثانية هي رؤية للثورة لكنها عربية وليست تونسية فقط تحدث من القبو ..قبو الامكنة او هي من سماوات الكون اي من عل ..من فوق دون ان تكون فوقية .في مفهوم الملمة المتعالية عن الرؤى الاخرى
الرويتان محاولتان للفهم بلا اسئلة عما يجري ولا تدخل في الاحداث كما انها لا تقدم الاجوبة ..فقط هي مساندة للثورة بعمق..محبة للصادقين في تحركاتهم من اجل مجتمع جديد ووطن افضل يسعدونا العيش فيه ..لكنها لا تطرح خريطة عمل ولا مشروع حكم …وليس لديها اجندا ..هي كاتبة ثورية ..تؤمن بالمطلقات فكريا وسياسيا واجتماعيا ..من اجل التغيير الناجح..والتقدم الى الامام ..
ولا يمكن ذلك إلا بالإخلاص للوطن ..والتمسك بالثورة ..واحترام دم الشهداء وحب الحياة ..والابتعاد عن الباطل ..والتعلق بالمستقبل ..في حركة زمنية تتداخل فيها الازمان لذلك اختارت ان تسمي فصول الرواية الزمن الاول والزمن الثاني وهكذا ..مع الاعتماد على شيء من العلوم والجغرافيا والخصوصيات اللغوية ..والابعاد التراثية لكل بلد عربي .
الانفجارات الكونية هو المطلق الاول..والكون مطلق والنجم القديم غير محدد فهو مطلق ..والبلدان العربية هو الوطن المطلق وطن لا نبد ان نخلص له لأنه مقدس مطلقو…والاعتماد على العلم …والعلم مطلق نستعمله من اجل بناء صلب لبلد يطيب فيه العيش . وفي الرواية نحس بمحبة الشعر في الاسلوب وفي الاستشهادات ..والشعر هو عندي مطلق في طروحاته و الاحلام التي يستبطنها فيها النقواة والجمال …والحب مطلق..لأنه يزخر بأبعاد نفسية شاهقة في الصدق والإخلاص …والتاريخ محدد في الزمان لأنه تاريخ معلوم … لكنه في الرواية مطلق ليس محددا في الزمن .. لا زمن للانفجارات ولا تحديد زمني لحدوثها .
والمطلق هو نوع من الصفاء الانساني ..وهو عندي صدقها …وهو الاخلاص للثورة…. لذلك ركزت الكاتبة على المطلق في كل شيء ..حتى تكون التفاصيل طريفة وشيقة ..ومنه تحددت الرواية و تبني الكاتبة ليلى اسطورتها ….والأسطورة هي الابقى في التاريخ لفهم ما يحدث من زمن الى اخر …وزمننا القادم افضل…هكذا ترى الرواية ..وقد تكون الساردة ايضا…..