ما لكم مستغربون من نتائج الانتخابات الرئاسية ما قبل التصريح الرسمي للايزي؟!
اولا هذه النتائج المعلنة هي تأكيد من جديد على أن الشعب متمسك بحقه في العيش في نظام سياسي جديد ..فقد قال كلمته منذ تسع سنوات لما طالب برحيل النظام بثورة عارمة كانت دموية و نجح في إسقاط الاستبداد بهروب بن علي لكن خبراء افتكاك السلطة وتدليس رغبات الشعب عرفوا كيف يعودون إلى الحكم ويتصدرون المشهد بعد ساعات وربما بعد ايام من الرعب الذي عاشوه تحسبا من ردة فعل الثورة..والثوار
والعائدون إلى الحكم تمركزوا بإعلام فاسد اشتروه بشكل شبه كامل وبمساعدة تململ حركة النهضة وضعفها واستسلاماتها المتواصلة وتحالفاتها منذ فترة رئاسة حمادي الجبالي للحكومة الذي كان جهويا فاختار سوسته على نهضته ثم اختارت النهضة أن تكون الى جانب الباجي الذي ساهم في اعتصامات الرحيل المدوية التي جمعت التجمعيين واليساريين بكل اطيافهم ضد وجود النهضة في الترويكا الحاكمة بانتخابات شرعية....
وهو الذي انقلب على اليساريين بعد أن توضحت له رغبتهم في ارساء نوع من الحكم لا يرضي الشعب فطلب ود النهضة بمساندة فرنسا وقد تواصلت النهضة معه بسرعة بل أصبحت داعية له شاكرة كل خطواته بلغة مدحية تصاعدت مع الايام .ومؤيدة لكل ما قام به من اخطاء وتراجعات ضد الثورة والثوار دون أن تنتقده حتى لرغبته المجنونة في توريث ابنه المدلل الحكم ..
وهذه النتائج ثانيا تؤكد أن الشعب أصبح منزعجا جدا من هيمنة التجمعيين على الحكم ومؤسساته وعودة الفاسدين بقوة وعدم خضوعهم للمحاسبة والمحاكمة بإصدار قانون المصالحة مع الناهبين لثروات البلاد دون أن يدفعوا ما عليهم من ضرائب ودون أن يعيدوا في الآجال المحددة منذ أكثر من ربع قرن ما عليهم من قروض لفائدة البنوك وهو القانون الذي أيدته النهضة بالإجماع في البرلمان أمام دهشة الجميع مما جعل أنصارها والمتعاطفين معها يغضبون منها لسكوتها عن الإهانات المتكررة للثورة وتعطيل كامل لمساراتها ولضعفها تجاه هيمنة تجمعيين كان القضاء قد أصدر حكما بإغلاق ابواب حزبهم نهائيا فعادوا في أحزاب مختلفة والكثير منهم أصبحوا وزراء وسفراء وولاة ومعتمدين ورؤساء دواوين وشركات كبرى بدعوى أنهم خبراء ...
وثالثا قال الشعب كلمته مجددا ملحا على أنه يرفض حكم أنصار الرئيس الهارب بن علي بعضهم كانوا من مشاهير الفاسدين ووزراء مقربين لبن علي بالإضافة إلى رفضه دخولهم في صراعات مدمرة تكاد توقف حياة الوطن على جميع الأصعدة ... ومؤكدا رفضه لهيمنة اصوات اليساريين العالية في المجتمع برغبة منهم فرض نمط اجتماعي موغل في التطرف يتصف بالخروج عن نواميس الاسلام والعادات والتقاليد المعتدلة تجاه القوانين الشرعية في الميراث والمثلية والمخدرات .
ورابعا عبر الشعب بهذه النتائج عن رفضه القوي للانقسامات الكبيرة و المختلفة بين التجمعيين في الحكم فقد تقدم للانتخابات الرئاسية اكثر من عشر أشخاص اصلهم من التجمع أو النداء مما شتتهم وادخلهم في جحيم ازرق دون أن ننسى الانقسامات في اليسار حيث ترشح من الجبهة اليسارية شخصان مع شخصين يساريين منسحبين منذ مدة من اليسار المنظم في أحزاب دون أن يكونوا مع الجبهة الشعبية وذلك كله لتزايد المطامع المحمومة لدى الجميع للانتصاب في القصر الرئاسي.
كما عبر الشعب عن رفضه الكلي لتزايد مخططات النهضة ليكون الرئيس القادم من المتعاطفين معها أو من مناصريها بتمتيعه بأصوات النهضاويين عند الضرورة وهو ما أفقد الكثير من النهضاويين ثقتهم في قيادتهم خاصة بعد اخطاء النهضة في اختيار مرشحيها للانتخابات التشريعية مما اغضب حتى بعض قيادييها البارزين ..
كل ذلك أصاب الشعب بالإحباط وتعالت لديه مشاعر القرف من تزايد المؤامرات والخيانات والسياحات السياسية والحزبية والمالية داخل البرلمان وخارجه .