عنصريّة وعنف في أحد نزل المهدية.. سياحة ماذا أيها الأبله؟

Photo

الشائع بين الناس أنّ السياحة التونسيّة تعاني خلال السنوات الأخيرة من جرّاء الإرهاب.. ولكن ما نلاحظه، وما يتداول أيضا بين الناس أنّ اسباب تدهور هذا القطاع عميقة وهيكلية ولا علاقة لها بظاهرة برزت فقط خلال الثلاثة سنوات الأخيرة.. هناك دول أخرى عاشت مأساة الارهاب ولم تتأثر سياحتها.. وليس موضوعنا هنا السياحة في حدّ ذاتها، إذْ يستدعي تناول هِناتها – وأكبرها غياب سياسة سياحة، في بلد أقام لهذا القطاع وزارة بطمّ طميمها! - المقالات والبحوث العديدة..

موضوعنا هنا مظهر من مظاهر التخلّف والانحدار الأخلاقي والقيمي الذي بلغه مجتمعنا التونسي، في دولة "الانجازات الحداثيّة" وفي بلد "3000 سنة حضارة".. أنْ يهان مواطن تونسي ويعنّف أمام طفلته وأثناء قضائه لعطلته الصيفية في أحد فنادق بلاده.. أن يقال لمواطن تونسي أسمر البشرة "وصفان… آش مجيّبكم؟" فهذه إهانة لكلّ مواطن في هذا البلد.. وإهانة لإنسانيّة الانسان..

هذه الحادثة ليست حالة معزولة إذْ سبق ووقع الاعتداء في المطار على ديبلوماسي أجنبي ذي بشرة سمراء.. كما يلاقي العديد من المهاجرين إلى تونس ممارسات يومية ربما أنكى وأمرّ، على خلفية لون البشرة..

أسرة "الزرّاع" تعلن تضامنها المطلق مع المواطن جمال الكسيكسي في ما تعرّض له من إهانة واعتداء بالعنف على يد موظف بأحد فنادق المهديّة.. وتدين كلّ أشكال العنصرية، وتتطالب بفعيل القوانين اللازمة لتجريم هذه السلوكيات الهمجيّة والمتخلّفة..

أسرة جريدة الزرّاع

وهذا ما كتبته على جدارها النائبة بالبرلمان جميلة دبّش كسيكسي، حول الحادثة:
"علمت في ساعة متأخرة البارحة لما حصل للسيد جمال كسيكسي وعائلته وهم اقاربي وزيادة على ذلك هم اصدقائي. ….

جمال الذي ذهب رفقة عائلته إلى أحد النزل في المهدية لقضاء عطله مع زوجته وابنته يتعرض للعنف الشديد من قبل نادل بالنزل حيث قام بضربه على رأسه بصحن مما أدى إلى نقله إلى مصلحة خاصة للعلاج …

الغريب ليس في اعتداء مواطن على مواطن ولكن الغريب هو السبب …. هذا النادل فعل ذلك لأن السيد جمال من ذوي البشرة السمراء لأنه بالعامية (وصيف) قد لا تصدقون ولكن ذلك حصل …. النادل الذي أراد في الأصل تعنيف طفلة صغيرة ابنة 4 سنوات ولما قام الأب بدفع الأذى على ابنته تعرض للعنف الشديد وصاحب الفعلة يصيح بأعلى صوته وصفان اش مجيبكم وين نمشي نلقاكم. ..

هذا هو السبب بكل بساطة، هذا ما نددنا به مرارا وتكرارا وتوجه لنا اللوم الشديد لأننا نريد أن نفرق التوانسة وأنه ليس هناك تمييز عنصري وأنه يخيل إلينا وشبه لنا ….

هذه العقلية الدفينة في أعماق الكثير من التوانسة ولا اعمم تطفوا على السطح كلما تعرض أحدنا إلى مؤثر خارجي والنتيجة إلحاق الأذى النفسي والبدني على ذوي البشرة السمراء ….

أصحاب هذه البشرة توانسة راسخون في القدم هم من هذه البلاد وهي منهم يحبونها ويحفظون لها حقها ولكن ليس يقابل ذلك بالحقرة والتمييز والايذاء. ….

بهذه المناسبة المؤلمة والمخجلة أتوجه ببعض الرسائل إلى. …
النخب بجميع اطيافها ومكوناتها إلى متى نصمت على معالجة هذه الأمراض الاجتماعية والى متى بعضكم ينطوي وجدانه وخلفيته الفكرية والثقافية على البعض من مقومات التمييز العنصري …. قلتها سابقا أن النخبة تمارس التمييز الصامت وتكرسه ممارسة …. النتيجة هي ما نراه من ممارسات مخجلة وتنم عن تخلف وزحف سريع إلى الوراء …

إلى المواطنين ارتفعوا عن هكذا ممارسات واذكروا أن الله لا يفرق بين البشر إلا بقدر نفعهم وضرهم في الدنيا ، نحن شعب متماسك وبحب أحدنا الآخر وهذه من مفاخر التوانسة الوحدة والتجانس فلا تتركوا سبيلا لما يفرقنا وكونوا كلكم أخوة متحابين واقطعوا الطريق عن كل ما يبعدنا عن قيم الإنسانية وقيم الإسلام وعلموا أبناءكم احترام البشر كل البشر مهما كان دينه ولونه وعرقه واصله ومنبته انتم أمة لما خاطبها الله في كتابه الحكيم فقال لقد كرمنا بني آدم. … الله كرم الإنسان فلا تهينوه ولا تحتقروه. ..

إلى العائلة الحبيبة اقول وتجف العبارات عن الكلام لا تنزعجوا انكم ليس بشهادتي وإنما بإجماع من عرفكم انتم من خيرة أبناء تونس وانتم على خلق وأدب وفي أعلى درجات التحضر والرقي الإنساني اعرف وانا على ثقة أن ما حصل لن يزيدكم الا وثوقا في ذواتكم وحبا لبلادكم وشعبكم وسيعزز اصراركم لمقاومة هذه الآفة بالطرق السلمية وينشر الوعي والحس الإنساني الراقي. …
انتبهوا فقط للبنات حتى لا تترك هذه الحادثة أثرا في النفس واحيطوهما بالعناية والرعاية النفسية اللازمة ….
أخي جمال شفاك الله وحماك من أي مكروه

إلى مجلس نواب الشعب وانا أحد اعضاءه لن أقول شيئا مطلقا …. لأن مبادرة تجريم الميز العنصري موجودة ولم تحض بالاولوية لتمر للمصادقة ….
إلى الحكومة ماذا نقول ؟؟؟؟"

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات