خير لا يعرفه إلّا أصحاب الهمم العالية والنّفوس الكبيرة
خير لا يعرفه إلّا صنّاع التاريخ وعشّاق اللّحظات الأبيّة
خير لمن يعشق تنفّس الحريّة
خير لمن يرى التّاريخ صيرورة فيعيشه بكلّ تقلّباته وانقلاباته ويسعى إلى ألّا يكون فيه قشّة يجرفها السّيل بل زهرة تنبت عند الضّفاف أو صخرة ينشقّ عندها الماء.
خير لا يعرفه إلّا من لم يسترزق بقلمه طمعا
وإلّا من خسر الكثير في سبيل كلمة الحقّ
خير لا يعرفه من طمعوا في المناصب بعد الثورة فلمّا خاب ظنّهم انقلبوا ضدّها
لا يعرفه من اعتادوا أن يقتاتوا من فضلات الأسياد بالقوادة والنزلّف
لا يعرفه من اعتادوا على امتيازات لهم ولعائلاتهم مقابل الولاء
خير لا يعرفه الشّباب الذّي تشرّب ثقافة الاستبداد فاختار العبوديّة على الحريّة
خير لا يعرفه إلّا شباب حرّ
خير لا يعرفه صانعو الخوف واليأس والإحباط
لا يراه إعلاميو البلاتوات المـأجورون
لا يراه من يتعجّلون الغنائم
خير لا يراه إلّا من يدركون أنّ الطّريق مازال طويلا وأنّنا سنبذر للجيل الثّامن بعدنا..
خير لا يراه سوى الشّهداء.
ليلى الحاج عمر
بعد الثورة استفقنا من كذبة "الدولة الوطنية الحديثة"…
بعد الثورة تخلّصنا من وهم "المُعارضة"….
بعد الثورة اكتشفنا رداءة النخب السياسية والثقافية بيسارها ويمينها…
بعد الثورة تعرّت الوجوه وسقطت الأقنعة وتعرّفنا على ذواتنا….
أمّا البقية: قفّة خالتي مباركة وغلاء سعر الفلفل والطماطم وتدهور القدرة الشرائية للمواطن والزبلة والخروبة والدولة العميقة والشعب العميق والبطالة والفقر… جميعها أمور لا علاقة لها بالثورة فهي نتيجة لنظام عالمي جديد "نيو-ليبرالية وعولمة ورأسمال متوحّش"… حتى إن كان يحكمنا شي جفارة إن لم تكن لديه الشجاعة ليقطع سياسيا واجتماعيا وثقافيا مع المرجعيات المؤسّسة لهذا النظام فسيكون حالنا على ما نحن عليه…..
ما بعد الثورة أصبحنا نفهم في ميزانية الدولة وننقد أداء الحكومة ونُتابع كلّ صغيرة وكبيرة تهمّ الشأن العام… أصبحنا نعرف أسماء الوزراء وانتماءاتهم وسيرهم الذاتية ورقم سياراتهم ومكّننا الفايسبوك من ممارسة حقّنا في النقد والضغط والتقويم … تجرّأنا على السياسيين والحكّام… تعلّمنا أشكال جديدة للإحتجاج والمطالبة وحقّقنا مكاسب وأسقطنا حكومات وقلّقنا لوبيات وشوّشنا على مؤامرات جميع هذا فقط بالفايسبوك….
قبلها كنّا نبلع ونغصّ ونتابع فقط ماتشوات كرة القدم وميغالو وسويعة سبور وندفع بالتي هي أحسن وقلوبنا محروقة… كان معفّسنا الطرابلسي وينشّ فينا كدجاج الحاكم وإلّي يتلفّت تدوسه تراكس الحجّامة….
طبعا بعد الثورة موش خير للجماعة إلّي كانوا يتمعّشوا من الصبّة والقفّة والترهدين وكانوا يكتبوا في التقارير ويبتزّوا في الزواولة ويقبضوا من الكاباس والصفقات العمومية ويبيعوا في الريح للمراكب… بعد الثورة موش خير للإعلاميين متاع وكالة الاتصال الخارجي البياضة والدهّانة واللحّاسة…
بعد الثورة موش خير للجماعة المرسكيين في الوظيفة العمومية وإلّي يقبضوا في شهاريهم عن بُعد وتجيهم ترقياتهم في الوقت لحدّ باب دارهم … بعد الثورة موش خير للفنّانين إلّي كانوا راكشين تحت ميزاب وزارة الثقافة وكلّ عام فيلم وكلّ شهرين غناية وكلّ ثلاثة شهور مسرحية ويحوّسوا من بلاد لبلاد ومن مهرجان إلى مهرجان وسكرتهم على حساب الدولة التونسية…
بعد الثورة موش خير لزوجة رئيس الشعبة وأخت المدير الجهوي لمندوبية التعليم الثانوي وبنت وزير الشؤون الخارجية وخالة عياض الوذرني وبنت أخت مدير مكتب العلاقة مع المواطن بوكالة التعاون الفني وابن رئيس لجنة التنسيق الحزبي …
هؤلاء كانوا يمصّوا في دم المواطن الزوالي ويأكلوا في الإمتيازات وحدهم ومُستأثرين ب"الدولة" وينهبوا في الدعم ويتطاوسو على المستضعفين ومادّين كرعيهم في وجوهنا.. واليوم الثورة كشفتهم وعرّات عليهم الستر وجفّفت منابعهم وخلاّتهم بدون ظهر يتكّوا عليه وهم مادين مكاسرهم في وجوهنا.
عايدة بنكريم
طبعا اليوم خير و غدوة احسن من اليوم ..
الماضي يختلف عن المستقبل فجميع الأحداث تسير في اتجاه واحد محدد من الماضي إلى المستقبل و لا أحد يقدر على عكس الاتجاه .
ان لا يعجبكم ما بعد 14 جانفي فهذا لن يغير شيئا تونس البوم ليست تونس ما قبل 14 و لن يعود الزمن إلى الوراء مهما حاولتم.
فإلى الذين يستدعون التاريخ إلى الحاضر و ينتظرون ان يأتي القدر بتغيير يحول هذا الواقع او ان يدخل الجيش في المعادلة فهذا بعيد المنال .
إلى الذين يرون أن تونس البوم خيرا من الاول، ما نحتاجه هو الاتفاق على تونس المستقبل الذي نريده و العمل على بناء تونسنا الجديدة : تونس التنمية و الشغل و العدالة الاجتماعية و التعايش تونس الواعية برهانات المستقبل .
فتونس المستقبل لن تبنيها أحزاب هي في الحقيقة أجسام سياسية هشة تحمل بذرة فناءها في داخلها و عاجزة على أحداث التغيير المرتقب.
نحن اذا نحتاج لطرق عمل جديدة لمحاولة ملء الفراغ و النفور الذي خلقته القوى السياسية و عدم فهمها لهذه الأجيال فالطرق التقليدية من ندوات و بيانات لم تعد تجدي .
نحن نحتاج لقوى نوعية ذات مقدرة عالية على الحركة قوى حية و ناشطة مهمتها التغيير في عقل المجتمع و تغيير النظام بطريقة واعية حتى نضمن المحافظة على هذا التغيير و حمايته من القوى الانتهازية المتنفذة و المحتكرة للمال .
سنية الزكراوي
Que seraient-ils sans la révolution???
Comme la liste est longue, je vais m'attarder sur ceux et celles qui ont réellement profité de la révolution.
Béji Caïd Essebsi: Je ne pense pas qu'il puisse planter des choux, mais, il aurait vécu comme toutes les personnes de son âge, se préoccupant de sa santé, racontant son passé de gnome à ses petits-enfants, fantasmant sur la vieille domestique édentée, radotant et s'endormant subitement au beau milieu d'une conversation.
Hafedh Caïd Essebsi: Membre assermenté de l'association des alcooliques anonymes, il aurait sombré dans la perversion et aurait vécu de commerces illicites et de quelques activités adaptées à son QI.
Mohsen Marzouk: le larbin aurait prêté ses services à quelques émirs du golfe et aurait continué à être un courtisan et un intrigant.
Journalistes, experts, politologues, économistes, stratèges: Tous issus du néant, tous rémunérés pour mentir et entretenir le doute, tous aussi fiables qu'un astrologue éméché, tous aussi cultivés et instruits qu'une méduse analphabète: ils seraient restés anonymes et auraient privés les Tunisiens de leurs âneries , leur notoriété ,ils la doivent à la révolution et à l'illettrisme du Tunisien lambda, elle est illégitime et si d'aventure il n'y a pas eu de révolution : la plupart d'entre-eux sinon tous seraient morts pauvres et débauchés.
À l’évidence, tous les opposants seraient encore en prison ou en exil, la mafia aurait continué de piller le pays, les Trabelsi, Ben Ali, Mabrouk, Chiboub….auraient été au centre des histoires secrètes du Tunisien qui raffole des indiscrétions genre "le cousin du jardinier de la belle-sœur du menuisier dont la tante est la maîtresse du chauffeur de la cousine de Imed Trabelsi nous a raconté…..".
Le Facebook tunisien aurait été aussi calme et plat que la mer morte, les uns seraient dans l'allusion et la métaphore, les autres dans la délation et la majorité silencieuse nous aurait gratifié de clips libanais, de recettes de cuisine, de citations savantes et d'extraits d'œuvres littéraires ou philosophiques, en plus des longs commentaires soporifiques sur les événements sportifs ou culturels, avec quand même les précautions de rigueur.
Pour explorer les entrailles du net, ils auraient eu recours à des proxys et auraient été d'une prudence vaguement subversive.
Les mauves et mauviettes auraient sévi avec leur vulgarité coutumière, leur obscénité habituelle, leur couardise indécrottable et leur opportunisme de cireurs de pompes invétérés.
L'illettrisme aurait encore gagné du terrain, le Tunisien aurait vécu dans l'indignité se congratulant de sa petitesse et de sa lâcheté et se donnant l'illusion d'être libre en analysant les faits politiques en France et ailleurs….
Voilà à quoi aurait ressemblé la Tunisie sans la révolution, il est bon de se le rappeler.
N.b: J'aurais pu parler des augmentations salariales conséquentes, de l'UGTT, des corporations et de leurs égoïsmes, des nouveaux corrompus, des nouveaux lobbies mafieux, mais comme c'est du lourd, ça mérite une réflexion plus approfondie.
Chiheb Boughedir