صندوق الكرامة..

Photo



صندوق الكرامة..

Photo

ما يروجه البعض حول صندوق الكرامة كذب صُراح. ومن يكذب عليك فإنما يستهزئ بعقلك. وفي كل الحالات، الأمر لا يتعلق بمئات المليارات، وإنما الدولة تساهم في الصندوق فقط بما مقداره 1 على 12 من ميزانية رئاسة الجمهوية، وبالأرقام 10 مليارات للصندوق مقابل 124 مليار لرئاسة الجمهورية.

إن كانت العشرة مليارات شيئا كبيرا لضحايا الاستبداد والقهر والقمع، فماذا نعتبر 124 مليار تحت تصرف السبسي؟

الذين يقولون بأن جبر الضرر هو تعويض عن النضال، ويتهكمون عن ثمن كيلو النضال، كان عليهم أن يعترفوا قبل ذلك كم قبضوا مقابل صمتهم في زمن الاستبداد أو -أكثر- كم قبضوا مقابل وشاياتهم ومشاركاتهم في دعم الاستبداد؟

هل يعرفون أن المتضررين ليسوا من انتماء واحد إذ يشمل ضحايا الاستبداد من 1956، أكثر من ذلك هل يعرفون أن أكثر المتضررين لا انتماء لهم أصلا، وإنما وقع عقابهم بسبب علاقة قرابة أو جيرة أو مجرد معرفة بمتهمين في عهد الاستبداد، أو بسبب صدقة لعائلة فقيرة سُجِن عائلها؟

أكثر وأكثر من ذلك هل يعرفون أن الضرر لا يمكن جبره ولا تعويضه أبدا أبدا وإلا فكيف يمكن تعويض من أُطردوا من دراستهم فلم يكملوها، أو من فقدوا عضوا من أبدانهم أو فقدوا القدرة على الإنجاب بسبب التعذيب؟ هل يمكن تعويض من تعرضـ(ت) للاغتصاب مثلا؟ ما الذي يمكن أن يعوّض لهؤلاء الأبرياء ما فقدوه ظلما؟

هل يمكن للاستبداد أن يكون نزع المشاعر الإنسانية إلى هذه الدرجة؟ وهل يمكن له أن يكون قد خصى تونسيين في مشاعرهم إلى هذا الحد؟ إن لم يكن لنظام الاستبداد إلا هذا، فهو نظام مجرم، ويستحق أتباعه العلاج، أو على الأقل التربية على الوطنية وعلى المواطنة. انتهى.

محمد ضيف الله




صندوق الكرامة هو استعادة إنسانيتنا المشتركة

Photo

أن تكون يساريا زمن القمع فأنت تدفع ثمنا واحدا، أن تكون إسلاميا فأنت تدفع ثمنا مضاعفا. هذا ما أسرّت به إليّ مرّة إحدى الصديقات اليساريات. كان اعترافا رفعها أكثر في عيني.

وأستحضر هذا القول وأنا أرى درجة التجييش ضدّ المتمتّعين بالتعويضات. فبدل أن يفتح صندوق الكرامة لتستعيد الضحايا رجاء الحياة وليشفى الكثير من جراح الماضي، فتح البعض صندوق " باندورا " فانطلقت الشرور والأكاذيب والمغالطات وامتلأت القلوب بالحقد والحسد والكراهية وضاقت النفوس بالأنانية وعميت عن أسباب النزيف المالي الذي تكابده البلاد.

كم وددت أن أجد نفس هذا التجييش موجّها ضدّ ناهبي المال العام الذين يضعون البلاد على حافة الإفلاس، بدل الانقضاض على ضحايا سينالهم جبر ضرر من أموال جلّها تبرّعات دولية.

صندوق باندورا المفتوح سيحوّلنا إلى قبائل حديثة متناحرة تقودها نزعات مدمّرة وتخريبية.

صندوق الكرامة هو استعادة إنسانيتنا المشتركة.

ليلى الحاج عمر

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات